Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
17 mai 2012

ارحموا هذا الشعب...

ارحمو هذا الشعبdégage...


إنّ جُل المجتمع السياسي والمجتمع المدني والإعلام في واد، والشعب في غالبيته في واد ثان. والسبب ليس إلا تغطية عين الشمس بالغربال كما يقول المثل. وتتمثل التغطية في تناول مشكلات الساعة دون تأصيل في الوجدان وفي العقل للمجتمع: الدين.


الإعلام: في جله مُبقٍ على أنسقة التفكير القديمة التي تمارس الرقابة الذاتية. وبالتالي ليس بإمكانه التحسن إلا في الحدود التي ترسمها له تلك الرقابة. و من مخلفات هذه الإعاقة أنه يرفض الانفتاح على المادة الفكرية الجديدة على الأخص تلك التي ينشرها الإعلام البديل. كما أنّ من المخلفات أنّ الإعلام، إذاعة مسموعة ومرئية وصحافة ورقية، جله يخشى تناول المواضيع التي تتطرق إلى علاقة المجتمع بالدين، علما وأنها الأرضية الكفيلة بالحسم في مسألة العلاقة بين الدين والسياسة والدين والدولة. وإن اعتنى الإعلام بالمسألة فتراه قنوعا ومفتخرا ومُعتدّا بالوجوه التقليدية في هذا المجال، وأمينا لها ولخطابها. لكنه يحتار ويرتبك ويتخمر ويهيج لمّا يصدمه خطاب خارجي وهجين و متزمت ورجعي. وهل ستنفع حينئذ الشعبَ حيرة الإعلام وارتباكه وتخميره وهيجانه؟

 
الأحزاب والجمعيات: إنها راضية مرْضية باستحواذ ثنائي السلفية والإسلام السياسي (حزب النهضة وسائر الأحزاب الدينية) على الخطاب الديني. فهي هكذا متهاونة بهوية الشعب، بل بنمو شخصيته، وبشكل خطير، مما يجعلها منها طرفا شديدَ القوة في الاستبداد بالشعب وبالعقل المجتمعي. فهي تتعنت في الظن أنه من الممكن رفع التحديات المختلفة التي تواجهها البلاد بمنأى عن المعطى الديني. إنها تساند الإعلام لمّا يكشف النقاب عن أخطاء وممارسات حزب النهضة و السلفيين، لكنها تتلذذ بالوقوف على الربوة وبالعزوف عن المبادرة على الأقل لفهم الظاهرة الدينية في مختلف أبعادها. لا تراها تناهض الإعلام أبدا، وهذا أمر غريب رغم كل التعليلات. إذ إنه يؤكد أنها متواطئة مع الإعلام تواطؤا ممنهجا.


الشعب: إنه يدرك أنّ جُل قضايا البلاد وجُل قضايا التخلف متصلة عضويا بالعامل الديني، لكنّ غض البصر عنه من طرف الإعلام والأحزاب والجمعيات تُبقِي عليه في حالة عجز عن التعبير المناسب عن ذلك، وغير قادر على تصور الحلول والبدائل. وكانت النتيجة أن أوشكت السلطة الحاكمة على الاستئثار بوجدانه الممزق وبعقله الآيل للسقوط.


محمد الحمّار

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité