الإذاعة والتلفزة تقطعان الطريق أمام من يؤسسون لثورة ثقافية

الإذاعة والتلفزة تقطعان الطريق أمام من يؤسسون لثورة ثقافية

إنه من باب الإعاقة المهنية أن يكون الهمّ الأكبر للإذاعات والتلفزات في تونس، فضلا عن غالبية الصحف الورقية، مواكبة الأحداث السياسية وأضغاثٍ من الأخبار الثقافية دون سواها. بينما ما جعل البلاد واقفة على كف عفريت منذ مدة ليس الخلل السياسي المانع للتوافق بين الفرقاء بحد ذاته ولا كتابة الدستور كعملية تأسيسية ولا آجال الانتخابات القادمة وما تتطلبه من هيئة عليا مستقلة ولا غير ذلك مما يصمون به آذاننا ليلا نهارا.

 ما ردّ البلاد إلى أرذل زمنٍ في تاريخها المعاصر إنما هو انخرام كل أرضية للتوافق وقحولةُ كل تربة لزرع ما جدّ من بذور لاستحداث الأرضية الموحدة. وهذا بالتأكيد عمل المربين والكتاب والمثقفين.

قد يكون هنالك شحّ في المادة الثورية التأسيسية التي يتوجب على الإعلام تمريرها إلى المستمع والمشاهد والقارئ، لكن أليس من واجب الإعلاميين أيضا التنبيه إلى وجود مشكلة الشح؟ أليس ذلك عملا ضروريا لشحذ العزائم وتربية الوعي الصحيح بالمشكلة لدى الجماهير المتعطشة إلى فهم القضايا المختلفة وإلى الاهتداء إلى حلول لها؟ أليست هذه هي الخطوة الأولى لاندلاع ثورة ثقافية؟

محمد الحمّار