Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
14 juin 2015

الفرقة الناجية

  الفرقة الناجية  
عوضا عن انتظار مَن منهما الذي سينقذ البلاد، اليمين الرأسمالي والمتكون من أحزاب النهضة والنداء وآفاق تونس والوطني الحر، أم اليسار الذي لم ينضج بما يكفي لاجتذاب الأنصار إلحيه، نحن البقية ممن ربما يشكلون الأغلبية، مطالبون بالتوحد في تيار لا هو اليمين الحاكم ولا هو اليسار الأعرج تارة والمنبتّ طورا، المنطوي تارة أخرى والمتغرب طورا. ويكون توحدنا فكريا وثقافيا قبل أن يكون سياسيا، بل يكون منهلا للسياسيين حتى يكلفوا أنفسهم عناء الرجوع إليه ابتغاء التعرف على ما يريده الشعب ثم قرار العمل على تلبية حاجيات المجموعة وأفرادها.
لكن هذا التمشي ليس بالسهل حيث إنه يتطلب ثقافة. ومن بين شروطه ما يلي: واحد، ينبغي تمَلك القدرة على تجاوز الفكر والواقع اللذين تريد السلطة – في طورها الحالي الذي لا يعكس ثقافة التجاوز- أن تفرضهما علينا بوصفها نتاجا للمحافظة بكل أشكالها. وينبغي أيضا في ذات الحين محاولة التفاعل الجدي مع اليسار من أجل ترويضه وتعديله حتى يصبح مستجيبا لمطالبنا التي تنبثق عن خصوصياتنا المجتمعية والثقافية كعرب ومسلمين متشبعين بصفات  المغاربة و المتوسطيين والإفريقيين والأوروبيين.
 اثنان، لن تأتي هذه القدرة من العدم. وهي ليست فطرية وإنما مكتسبة. تأتي بفضل تفعيل الإيمان الديني والتفكير في ضبط الوظيفة المعاصرة للدين كعامل تقدم، فعقل المسلمين في دينهم على عكس أهل الغرب، الذين نحاكيهم في عقلانيتهم بينما هم دينهم في عقولهم، وبالتالي من يأخذ عنهم عقلهم – على صفته تلك- فقد أخذ دينهم. وهذا ليس حكما بالكفر أو بالأيمان ولكنه انضباط تستوجبه استقامة الشخصية.
ثلاثة، لزوم تصحيح الفكر والتفكير باتجاه تطوير ملكة التجاوز. أما وجه تطويرها الذي نحن بحاجة إليه فهو ذاك الذي يقحم الإرادة الذاتية، الفردية والجماعية، في صلب الموضوعية السياسية.  فمجتمعنا اليوم يمتلك ثقافة فكرية/حركية/اجتماعية سلبية جدا، لا تتوخى الموضوعية إلا لتبجّل الغالب وتدين له بالولاء وتنأى بنفسها عن التعبير عن حاجياتها والذود عنها، تُجاري القويّ ولا تعرف كيف تقاومه، تسكت عن الظالم ولا تملك الطريقة التي تمكنها من تحجيم فعله وتجميد فعاليته.
أربعة، وتلكم العلل الأساسية المكونة للثقافة السالبة تبرز في كلامنا قبل ظهورها في أفعالنا. نقول "وا أسفاه، أريتَ ماذا فعلت السلطة الحاكمة بنا؟" ولا نقدر على القول "هذا ما سأفعله لنيل حقي فترضَى عني السلطة كشريك في امتلاكها وفي الذود عنها"؛ نقول " كثر الفساد واستشرى" ولا نستطيع الجزم بأن "سأرفض كذا في حال تم فرضه علي". نعطي المعلومة الصحيحة عن الفاسد والكاذب والسفيه والسارق والمختلس والمتلاعب والناهب والمحتكر والمُزايد، لكننا لا "ندرج  هذه المعلومة ضمن ما يسميه ادغار موران "نظاما للمعرفة". 
والحال أنّ الله تعالى سبق العلوم كلها لينبّهنا من مغبة تحريف الكلم واللعب بالألفاظ والازدراء بما ننطق به،  كما جاء في الآية الكريمة: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قليلاً)(النساء: 46).
محمد الحمّار
Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité