Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
22 mars 2009

ثلاثة أسئلة إلى دعاة الإسلام المصلحين

ثلاثة أسئلة إلى دعاة الإسلام المصلحين

لقد أطل علبنا مؤخرا السيد يوسف القرضاوي مستجيبا في ذلك لدعوة لحضورفعاليات "القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية في 2009". ورغم أني مواطن معتز بدينه وبدور الدين في التربية وفي الثقافة وفي العلم وفي السياسة وفي كل ما يتعلّق بنموّ وتقدّم الفرد والمجتمع المسلمين، إلاّ أني لا أرى في الأفق الذي قد يكون أريد لمثل هاته
الزيارة الفجئية (حقّا) أية ملاءمة مع الوضع الفكري و الفلسفي للجيل الذي أنتمي إليه .

وفي المقابل قد يكون الواقع الشياسي في بلادنا هو الذي يحتّم هذا النوع من الإقتراب، بعد 20سنة بحالها، من خطّ التّماس مع ما يحلو لي أن أسمّيه" الفكر ألإسلامي الدّعائي" لكي أكون في حلّ من أيّ ميل لتسميته سلفيّا . وقد أكون أنا و أمثالي ممّن كانوا شهودا،طيلة تلك الفترة، على معضلة الإستقطاب الثنائي( بين السلطة من جهة وما كان يعبّر عنه بالإتجاه الإسلامي والذي كان متمثلا في حزب النّهضة المحضورمن جهة أخرى) محظوظين لا لشيء إلاّ لكون مثل هذا التقارب يتيح لنا على الأقل فرصة تاريخية لإبراز بعض الطّروحات التي لا فقط نقارع بها التّوجّه الذي يمثّله الزّائر بل و لإثبات إن كان لدينا أيّ طرح في المقام الأوّل. وإلاّ فكيف يسمح عاقل لنفسه،بعد تلك السنين العجاف، أن يكتفي باستنكار زيارة يؤدّيها زيد أو عمرو ممّن لا يستهويه فكره، بدون أن يطرح بديلا لم لا
يشتهي أو حتّى أضغاث أفكار قد تفرز الفكر البديل..

لقد لدغ مجتمعنا مرّة لمّا اتّضح ،قبل 20  ستة ، أن ليس لحزب النهضة آنذاك أيّ بديل للمشروع المجتمعي العلماني يخوّل له المشاركة في تسيير الحياة العامة إلى جانب الحزب الحاكم. وهل يلدغ المؤمن مرّتين ؟وهذه المرّة قد يكون اللدغ إما لويتمّ طلق العنان لنفس الفكر،وهو يأتينا اليوم في حلّة السيد القرضاوي،لكي يثبت مرّة أخرى أن ليس له ما يقدّم سوى المنافسة على الكراسي والإمتيازات.وإمّا لوتكون التيارات العلمانية غير الممثّلة في الشّأن العمومي،كعادتها، غير قادرة على "النهوض الفكري" الذي قد يجعل الأمل في النّهضة الفكرية واردا. ففي كلتا الحالتين نرى أن النخب المفكّرة المستقلّة عن هؤلاء و عن أولئك( القطبين) هي المطالبة بأن تتحرّك على الأقل تحسّبا للّدغ ،إن لم نقل تفانيا من أجل البناء الفكري الموصول. وفي هذا الصّدد اندرج إعدادي لثلاثة أسئلة لزائر تونس.            

أولا، علما بأن العولمة سلاح ذو حدّين وأنها الآن بصدد تعميق الهوّة بين الفقراء من جهة والأغنياء من جهة أخرى، كم أودّ أن يدلنا الشيخ على الطريق المؤدية إلى سد هذا الشرخ. مع العلم أن جوابا مثل"الإسلام هو الحل" أومثل "يجب على الغنيّ أن يدفع الزّكاة    لينتفع بهاالفقير" لن يقنع مسلما مثلي صرفت عليه الدولة لكي يحصل على شهادة عليا تسمح له على الأقل بأن لا يقتنع بما يقع ترديده منذ عقود ،بل بما يوقّره القلب و يصدّقه العمل(وهو الإيمان على ما أظن). أي أنّي أقول للشيخ إنّي ممّن يؤمنون بأنّ الزّكاة -مثلا- حلّ قويّ وفعّال إلا أني لست من بين هؤلاء الذين يعتقدون أنّ الإحتكام إلىتعاليم الدبن مازال على تلك العذارة التي كان عليها في صدر الإسلام وحتى طوال قرون جد متقدمة، أيان كان هنالك معنى مباشرلكل مناولة آنية وحينية لمسألة التطبيقات الدينية...                                                                                             

ثانيا، علما بأن المعرفة و العلم في نسختهما الحالية يقدّمان إلى الشعوب المعوزة الشيء و نقيضه في الآن ذاته : أدوات و آليات التقدّم من ناحية ومسلمات التبلّد العقلي والتفسّخ القيمي من الناحية الثانية، فرجائي أن يصارحنا الشيخ بما قد يكون أعدّه الفكر الذي ينتمي إليه من عدّة وعتاد لكي يقوم بالعملين التاليين تباعا: كيف يمكن أن نستخدم تلك الأدوات لمّا يتم إقصاء بعضها (وأكبر مثال هو موقف الشيخ الرافض،بل و المستنكر للدّاروينية) بينما هي علم العلوم ،طبعا إن أنت ميّزت بين النظرية العلمية (النشوء و الإرتقاء) و إن أنت حذقت التعامل بها كآليّة وليس كعقيدة (الداروينية الإجتماعية مثلا و مبدأ "البقاء للأفضل" المؤسّس لها و الذي تم إسقاطه إلى الآن على المجال الإجتماعي).

فحسب ما أعرف عن ديننا الحنيف أنه جامع و شامل ولكني لا أقدر أن أفهم أن بدعوى هذه الروعة التي اسمها شمولية يجنح شيوخنا الكرام إلى خلط الأداة العلمية و الفلسفية (الداروينية كعلم ، نظرية "الفوضى" في فيزياء الديناميكا الحراريّة،الوجودية و علم الفينومينولوجيا...على سبيل الذكر ولا الحصر) بالفلسفة الحياتية التي اختار أهل الغرب أن يستنبطونها  من تلك الأدوات بالذات لأنهم-أي أهل الغرب- لم يعودوا قادرين ( وهذا مشكلهم هم وليس مشكلنا نحن) على العودة إلى القيم غير المادي.
والمضحك حقّا في هذا الشأن، والمخجل في نفس الوقت، هو أنه بقدر ما يمانع الفكر الدّيني في التشجيع على إزالة الخلط المذكور(لأنه لم يره بعد على أنه خلط) فإنه يشجع ضمنيّا على تكريسه. أما النتيجة فهي كارثية: أخذنا منهم الحضارة بجانبها المادي فقط وذلك لأننا لم يسمح لنا أي فكر يستحق تسميته ب"داخليّ النموّ" على تجذير قيمنا الوضّاءة في المادة حتى لن يمكن أن نقول عن أنفسنا إننا متغرّبين والله أعلم.                                                                        

ثالثا، وهي في الحقيقة أم الإشكاليات  لأن سؤالي الأوّل وسؤالي الثاني، بل وكل الأسئلة تصب في وادها مباشرة : كيف نستحقّ أن نكون،نحن شعوب "عربسلاميا" * لكي يولّى علينا من طرف حكّامنا مثلما   نعتقد أننا نستحقّ (بالحرّيات و بالديمقراطية وبحقوق الإنسان...)؟ والحال أننا لانزال نفعل ما لا نقول و نقول ما لا نفعل؟والله أعلم..
* ... هذه التسمية أقترحها عوض عن التسمية المتداولة (العربية الإسلامية) والتي سئمتها بصراحة،ربما لأنها لم تأت بالجديد
محمّد حمّار
تونس

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité