Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
3 avril 2009

ألا تتماشى فلسفة الوجودية مع ثقافتنا ؟

ألا تتماشى فلسفة الوجودية مع ثقافتنا ؟

لو يذهب أحدنا إلى طبيب أمراض الحساسية ويسأله سؤالا تقليديا: "هل عندي حساسية يا دكتور؟" فسوف يردّ عليه ضاحكا أو مبتسما: " ليس هذا بسؤال يا فلان.
فكلّ البشر لهم حساسية، بل قل لا يسمّى الواحد منّا مصابا بالحساسية إلاّ إذا كان فاقدا لها. ولكن غاية ما في الأمر أنّ الناس يخلطون بين' الحساسية '- وهي التي جاءت في صيغة سؤالك- وبين 'مرض الحساسية'- وهو الذي أنت تقصده
..."

كذلك الشأن بخصوص مسألة 'الوجودية' . فلو تحدّث شاب طالب قد استهوته فكرة الوجودية، التي لا بدّ أنه درسها في مادة الفلسفة، إلى شخص مهووس بشواغل التأخر و التقدم للأمة، مسائلا إياه حول 'نحن و الوجودية' فسوف لن يتردّد لحظة  ليدعو له بالهداية أو  ليسدي له النصيحة أو ليلومه على ترك الدين و على اتباع السبل ...فكم كان بودّي لوكان ذلك النّاصح داريا بالوجودية دراية الطبيب بالحساسية ، وكم كان بودّي لو قال للشّاب الشّغوف:" ليس هذا بسؤال يا بنيّ. فكل ّ البشرلهم وجود. وبالتالي يتحتّم أن    تكون لكل أمّة منهم  'وجوديّتها' أي طريقتها في إثبات و جودها. ولن يسمّى الواحد منّا مصابا أو مريضا إلاّ في صورة مغالاته بالوجودية أي باتخاذه لها كمذهب و عقيدة قد تلوّث أو قد تعوّض له دينه و عقيدته الدينية"

 

للأسف، كثير هم المفكّرون العرب و المسلمون المعاصرون (بما إن 'الوجودية' فكرة القرن العشرين) الذين غضّوا الطرف عن الوجودية (جلّهم) أوفسّروا-  وأصابوا في تفسيرهم - بأنّ الغرب بدأ في التقهقر لمّا لجأ إليها لكي تعوّض له مبرّرات وجوده التي افتقدها (مالك بن نبي)  أوانكبّوا على دحضها بدعوى أنّها ليست من الإسلام في شىء ( الأصوليون) و غيرهم كثيرون ممّن رفضوها،على غرار رفضهم علم داروين وبعض علوم النفس و الإجتماع و غيرها من العلوم
                                                                                 

والسؤال: هل نحن ماضين في هذا الخلط بين المنهجية (الضّرورية للمتعلم :نحن و من أراد أن يتعلّم معنا) والمذهب الآحاديّ الجانب (الذي قد يختاره الحائر أو المجرّب ثم يلجىء إليه حتّى لتعويض الرّب)؟ في الحقيقة هنالك بعض بشائر الخيرفي هذا الخصوص، إذ يبدو أنّ الوجودية قد بدأت تتسلل إلى الثقافة الإسلامية بعد،وقد يكون ذلك بفضل الشاعر و المفكر الكبير محمّد إقبال ( ذكره الفيلسوف عبد الكريم صروش). ثم إنّي اطلعت مؤخرا على بعض أفكار العربي الفرنسي عبد النّور بيداروهو يقول صراحة إنه يهدف إلى إرساء نوع من الوجودية الإسلامية. فهل يأتي اليوم الذي يصبح فيه كل مسلم طبيب نفسه، أخصّائيا في أمراض وجودية، أم سيبقى ضحية أمراض الوجودية ؟

محمد الحمّار                                                                                                                                                                                                                                                   

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité