Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
7 juin 2010

ما هكذا يكون فهم الدين

ما هكذا يكون فهم الدين

تجديد الفكر الديني الإنساني شيء و تجديد الفكر الديني شيء آخر. تغيير المتحوّل في الدين شيء وتغيير الثابت فيه شيء آخر. وتغيير ما بالنفس شيء وتغيير ما بالإسلام شيء آخر. وفي كل الحالات ليس تغيير الإنسان وما بنفسه تغيير لثوابت الدين الحنيف.

لكن ما كنتُ شاهدا عليه أثناء قراءتي لتدوينة بقلم ألفة يوسف وبعنوان " أمهات... ولكن" (1) لم يكن تكريسا لهذا المبدأ المعروف. وقد لفت انتباهي أمر غريب جعلني أقول في نفسي للمرة ألف وواحدة:"لقد عمّت الرداءة والفوضى الهدامة في المجتمع العربي الإسلامي إلى أن جاء الوقت الذي صارت فيه يدُ التلميذ تطال المعلّم وحِرفية الصانع تزاحم قدر عَرفِه وأصوات أشبالٍ بريئةٍ في "الشاوبز" التلفزيوني تُستعمل لتأليب الصغار على الكبار. وكل ذلك باسم الندية وتكافؤ الفرص والتنافس النزيه."

حاشى وكلاّ، ليست تلك المفاهيم الحقوقية والفنية المعاصرة في منآى عن التلاقح والتفاعل والاختبار من خلال مصفاة الثقافة العربية الإسلامية وقيمها، التي ما يزال بعضهم ينظر إليها على أنها ذاتية ونسبية، والحال أني لستُ أمزحُ أو أحلمُ إذا قلت إنّ الإسلام هو الذي غدا اليوم ينقح ويصحّح ما فسد من القيم الإنسانية المطلقة.

إنّ التدوينة المذكورة تدعو ضمنيا لعدم ربط رضا الله عن الأبناء والبنات برضا الوالدين عنهم، والأمّ على وجه الخصوص.
وهذا خطأ فادح وتمشّ خطير. فهل نسيت صاحبة المقال أنّ النص القرآني والسنّة الشريفة ينهيان الابن والبنت عن إتباع الوالدين لمّا يتعلق الأمر بمعصية هذين الأخيرين لله؟ وهنا يمكن ذكر موقف سعد ابن مالك، في رواية للطبراني، والذي كان برا بأمّه إلاّ أنه كان في حيرة من أمرِه لمّا اعترضت أمُّه سبيله لمّا دخل في الإسلام، وإذا بالآية الكريمة تنزل فيه:"وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (سورة لقمان، الآية 15). وقد جاء في التفسير أنّ "فَلا تُطِعْهُمَا"، التي هي مشفوعة بـ" وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا"، تعني " أنّ حرصا عليك كل الحرص، على أن تتابعهما على دينهما فلا تقبل منهما، ولا يمنعك ذلك أن تصاحبهما في الدنيا "مَعْرُوفًا" أي محسنا إليهما."(2)

فهذا الكلام يبرز أنّ الإسلام يقرن فعلا بين طاعة الوالدين وطاعة الله، وأنّ هذا لا يمنع أنه في حال يقترف أحد الأبوين معصية للخالق، ينبغي على الابن أو البنت عدم إتباع الأب العاصي أو الأم العاصية، ولكن فقط في ذلك الشأن المنكر أو الحرام، لا في كل الشؤون السليمة المتبقية. وقد أيد الحديث الشريف هذا المبدأ:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". (3)

في الختام لَو قالت صاحبة المقال إنّ الإسلام يضع حدودا للأبناء والبنات بخصوص البر بالوالدين وطاعتهما والإحسان إليهما، لنزل ذلك الكلام على صدر المؤمن بردا وسلاما. أمّا أن تشكك صاحبة التدوينة في تشديد الإسلام على مبدأ صيانة التماسك العائلي، فذلك يزعجُ حتي الأنفس الأقوى في عدم الانضواء تحت لواء الرجعية والمحافظة البغيضة والانصياع للتقليد الأعمى. إنّ مثل ذلك الصنيع يُعد انقضاضا على النص المقدس لمحاولة تطويعه للواقع الرديء، عوضا عن البحث عن أسباب ومسببات الرداءة في باب علاقة المؤمن، والشاب بالخصوص، بالنص الديني، لا في النص ذاته وهو من ذلك براء.

محمد الحمّار

باعث فكرة "الاجتهاد الثالث"

المراجع:
http://olfayoussef.blogspot.com/2010/06/blog-post.html(1)
(2) في "مختصر تفسير ابن كثير"، دار القرآن الكريم، بيروت، 1981، المجلد الثالث، ص 65.
(3) 7520 في "صحيح الجامع".

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité