Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
20 juillet 2010

حضارتنا أرقى من الديمقراطية: تستفيد وعن الحق لا تحيد

حضارتنا أرقى من الديمقراطية: تستفيد وعن الحق لا تحيد

الديمقراطية، من النقل إلى العقل إلى الحقل. هذا مسار تحقق ثلثاه ويبقى الثلث الأخير رهن الصراعات الفكرية في المجتمع العربي الإسلامي.

إنّ العديد من نخبنا نقلوا الديمقراطية، بالنقل وبالعقل، ما جعلهم ديمقراطيين بعدُ ولم يعودوا بحاجة إلى الغرب لكي يبرهنوا على ذلك، لا بعنوان التملق لديه، ولا بعنوان أنّ الديمقراطية مفهوم غربي النشأة، ولا بدعوى أنّ شعوبنا مازالت غير ناضجة بما يكفي لاستبطان هذا المفهوم، ولا بسبب رغبة في تبرير الوصاية على العقل المجتمعي العربي الإسلامي بواسطة تأليه هذه الوسيلة الحديثة إلى حدّ مقارنتها بما لا يحمل المقارنة معها؛ الإسلام.

وكل ما في الأمر أنّ نخبنا استفادت من الديمقراطية بعدُ، بحُكم احتكاكها بالغرب وانبهارها بإنجازاته وخصوصا لمّا تعرفت عن طريق الفكر الغربي المستنير على أمر على غاية من الخطورة والأهمية والصلاحية للحاضر وللمستقبل: التعرف على المستوى العجيب من التألق والإنجاز والإبداع الذي يمكن للعقل الإنساني أن يبلغه، ولكن أيضا التعرف على الحدود التي سيتوقف عندها هذا العقل عن إنتاج التعقل والعقلانية والعلم والعلمانية.

لقد توقف العقل الغربي بالفعل عن التألق الإنساني والحضاري لمّا عاد إلى عقلانية الدين (دينه هو) بعد أن غادرها لمدة قرون منذ القرون الوسطى. فقد أُعلنت حرب "زوبعة الصحراء" في بداية عام 1991 عن طريق بوش الأول باسم الدين واللاهوت الديني. وحدث ما حدث من دمار وهلاك في بلاد الكويت وبلاد العراق وما لحق ذلك من إحباط واستنزاف للضمير العربي الإسلامي بأكمله.

كما بلغ العقل الغربي الذروة ثم عاد على أعقابه صوب الظلامية لمّا أُعلن الضربات ضد أفغانستان ثم ضد العراق في 2003 باسم الدين أيضا وباسم كنيسة "المثودست" تحديدا وبأيدي المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية.

ماذا حصدنا بعد ما يفوق السبعة سنوات على احتلال العراق الشقيق وأفغانستان؟ ماذا حصدت النخب وما الذي سينتفع به مجتمعنا الكبير مما حصدته النخب؟ هذا هو المهم. فلا يهمنا إن كان الغرب على شفا حفرة من قرون وسطى جديدة. بل إننا لسنا أمة ضغائن حتى ندعهم يتخبطون في الظلام، مع أننا لا ننسى أنّ الديمقراطية، التي باسمها دخلوا أفغانستان ودمروا العراق مرتين، ليست هي النور الذي سنخرجهم بواسطته من بلاد العرب والمسلمين.

إنّ الديمقراطية راسخة في أسس العقل (البنى الفوقية) لدى نخبنا ولدى كثير من عامة المؤمنين والمسلمين، ولم يبق سوى إرساء الأسس والهياكل من مؤسسات وجمعيات وقوانين وغيرها لكي يسهل على النخب تأطير الشباب وعامة الناس لغاية تكوينهم الفلسفي والفكري والاجتماعي. لكن المشكلة، والفرق بين هذه المرة  (ما بعد العراق) وما قبلها (ما قبل العراق)، هو أنّ البنى التحتية ينبغي أن تتبع البنى الفوقية، لا العكس. والغرض من ذلك خلق مناخ الثقة بين النخبة والعامة و تفعيل العلاقة بينهما.

صحيح أنّ الكثير من البنى التحتية قائمة الذات في بعض مجتمعاتنا (البرلمان؛ المجلس الدستوري؛ الانتخابات؛ وغيرها). وهذا جميل ومفيد. لكن سيكون أجمل منه وأكثر فائدة لمّا تتمّ النقلة الآن من العقل إلى الحقل بعد أن كانت قد حصلت من النقل إلى العقل.

و تعني النقلة أن تذعن البنى الموجودة لإرادة ولعقل المؤمن بعد تحريرهما، من إيديولوجيا الدين من باب أولى، من إيديولوجيا الديمقراطية من باب أحرى، وإن لزم الأمر، تبديل أسماء المؤسسات والبنى وطريقة اشتغالها، ومنه تغيير اسم الديمقراطية نفسها وطريقة اشتغالها.

محمد الحمّار

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité