من المسؤول على التطرف الديني وما الحلّ؟

من المسؤول على التطرف الديني وما الحلّ؟

الذي يحصل من مظاهر تديّنية متطرفة اندهش لها المجتمع إنما هو بالخصوص نتيجة مباشرة للتعتيم الإعلامي الأزلي على محاولات التجديد في الفكر الديني الإنساني، أي نتيجة لترفّع هذا الإعلام عن الحاجة الأساسية وتوجيهه للعقل المجتمعي إلى الحاجة الآنية الرخيصة وإلى الشعارات المفرغة من محتواها.

هذا  من ناحية. ومن ناحية أخرى لمّا يعاين الواحد أنّ الديمقراطية قد سرقت، لا تعني المعاينة الهزيمة والاستسلام.
 بل من المفترض في ضوء المعاينتين أن يحد ما يلي وبصفة استعجالية:

فتح حوار واسع وشامل حول مسألة التجديد الديني وذلك خاصة بالضغط على الإعلام ليقوم بدوره ن وهو واجب عليه وحق كل مواطن، لكي تنفتح كافة أجهزة الإعلام على كافة محاولات الفكر الديني الإنساني؛ وهي موجودة في تونس بل تعد تونس في صدارة البلدان المجددة للفكر الدين الإنساني.
 
وإلا فستحقق، معاذ الله، كل الرذائل التي بدأ المجمع يرى عينات منها. فقط فليفهم المجتمع ما يلي: هو المسؤول عن مظاهر التطرف الديني، لا فقط هؤلاء الذين ينشطون بها.

وأول ما يبدأ به المرء تجديد النظرة إلى الدين: اعتبار العلمانية التونسية (الفعلية،التاريخية)شكلا من أشكال التعبير عن الوجود الديني الإنساني للمجتمع التونسي والإسلامي. فأيهما أفضل، أن ننجز هذا أم أن نحكم على المجتمع بأسره بأن يكون باستمرار ، وبصفة مذهلة وحقيرة، عرضة لمظاهر التطرف الضاربة هذا بذاك وذاك بهذا؟

 
محمد الحمّار