Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
1 mai 2011

قضية مزج الدين والسياسة في كلمة

قضية مزج الدين والسياسة في كلمة

لمّا تضع قطعة سكر في الماء وتذوبها هل تقدر في ما بعد استعادة القطعة على حدة والماء الخالي من السكر على حدة؟ إنها استحالة علمية (مبدأ عدم الرجعية في الفيزياء كما في الفلسفة المعاصرة). تصور الآن  أن أحد العنصرين هو "الدين" (السكر) والآخر  هو "السياسة" (الماء). ثم  فكر في  الافتراض التالي، وهو افتراضي حسب ما فهمته من مطالعاتي:من أول نزول الإسلام كان الإسلام والسياسة ممزوجين.
 
الاستنتاج:
لا يمكن أن نقول اليوم، بأي حال من الأحوال، إنّ الإسلام فُصل عن السياسة أو إنّ السياسة فُصلت عن الإسلام. فهُما اليوم ممزوجان.وليس الإسلام مسيحية حتى يفكر المسلم في المزج والفصل بواسطة العقل المسيحي. إنّ عقل المسلمين في دينهم بينما دين المسيحيين في عقلهم.
 
ما المشكلة إذن وأين تكمن المشكلة اليوم؟ أولا، الذين يعتقدون باستمرار المزج لا يستبطنونه في عقولهم، ولا يحسون به. فهُم كمن يشرب خليط الماء والسكر ولا يذوق إلا السكر  فيه.لذا يؤاخذهم من ينادون بالفصل على أنهم كليانيون وشموليون ومتعصبون. وحُكمهم  عليهم صحيح لأنه متلائم مع عدم انسجام القائلين بالمزج مع أنفسهم.
 
ثانيا، الذين يتمسكون بالفصل عايشوا السياسة مفصولة عن الإسلام، لذا فحكمهم على المازجين  صحيح فقط لأنه ينم عن جهل بالإسلام، أي لأنهم كمن علموه استحالة  أن يكون الماء ممزوجا بالسكر، وعودوه على ذلك،  واستحالة  أن يُشربَ ماءٌ ممزوجٌ بالسكر، ولو مُزج.
 
الحل: أن يعود، هؤلاء المازجون وأولئك الفاصلون، إلى العلم  فيحتكمون إلى قواعده. وباهتدائهم إلى الحكمة  قد يهتدون إلى النتيجة: الإسلام والسياسة ممزوجان في التاريخ  و في الواقع؛  وهما مفصولان في العقل المجتمعي دون سواه، عند المازجين كما عند الفاصلين. والواقعية الإسلامية، وهي واقعية علمية، تقتضي البحث عن عوامل المزج  في الواقع الإنساني، الفردي والاجتماعي، لبنة لبنة وقطعة قطعة و جزءا جزءا وذرة ذرة، لغرض إعادة بناء الخليط الحلو كما يعرضه الواقع المعاصر، لا كما تعرضه الكتب والمجلدات. 


أفهمتم الآن لماذا سواد المسلمين لا يقرؤون؟ لا لأنهم جاهلون أو أغبياء بل لأنّ ما يُكتب لهم لا يفي بحاجيات المزج لديهم. والله أعلم.
 
م.ح

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité