Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
1 juillet 2011

هل الذين يكفرون بمحمد الطالبي يكفرون بالطاغوت؟

هل الذين يكفرون بمحمد الطالبي يكفرون بالطاغوت؟talbi2

لمّا كنت في طريقي إلى البيت عائدا من المسجد إثر صلاة المغرب ليوم أمس سمعتُ ، واحدا من سكان الحي، لا يعرف لا التحية ولا رد التحية، يتوجه إلى رفيقيه الاثنين قائلا: "توة هذا موش سلمان رشدي بربّي؟". طبعا فهمت أن" الحديث كان حول ما قاله محمد الطالبي مؤخرا وحول ما قيل عما قاله. وعندئذ حضر ببالي بقوة مبدأ "الكلام إسلام" والذي يعني أنّ الإسلام سلوك طالما أنّ الكلام سلوك. وهو الذي استشفيته من أبحاثي في التديّن. ولم تعجبني ملاحظة "جاري" ولا سلوكة ولا غيرها من الملاحظات والسلوكيات المماثلة.

تطورت المسألة في ذهني إلى أن صارت قضية أصعب من قضية الطالبي وما قاله عمّن يسيئون لعائشة أم المؤمنين. بل وقد تأكدت أنّ حكاية الطالبي مع مورو ومع الراديو ومع المؤمنين ومع مجتمع تونس حكاية لا طائل من ورائها لو لم نأخذها باجتهاد كبير.

والاجتهاد في هذا الباب يقتضي ما يلي: أولا، تقصي الحقائق وعدم الوقوع في الفخ الإعلامي (أصابتني الدهشة لما سمعت موقف يوسف الصديق وهو أيضا يقع في الفخ؛ وإلا فما معنى أن التهكم بالطالبي يصل به إلى اعتبار الرجل جده؟ ههه). ثانيا، قراءة كتب الرجل فهي جد قيمة. ثالثا وبالخصوص، التفكير في الواقع بواسطة العقل المجتهد والعيش في الواقع بالقلب وبالضمير المتجددين الناصعين.

عند تحقق ذلك الشرط الثالث سوف يرى المؤمن انّ من يكفّر الطالبي أو يكفر به (بمعنى لا يؤمن به رجل علم ودين) لم يكفر بالطاغوت: لم يرفض الإجرام المرتكب في حق المؤمنين في ليبيا، لم يعطٍ أفكارا وحلولا لدعم المستضعفين من العرب والمسلمين في أراضيهم وخارج أراضيهم،لا ينبس ببنت شفة لمّا تغلو المعيشة، لا يقاطع السلع ذات الجودة الرديئة وهي معروضة له في السوق، لا يغسل إبطيه (على الأقل) قبل الخروج من البيت وامتطاء الحافلة والاختلاط بالناس، لا يخجل من طلب الخدمة من التاجر في حين أنّ طابورا ينتظر دوره، لا يخجل من إيجار المعلم والأستاذ ليصرف ما يعادل مرتب واحد من الموظفين في الدروس الخصوصية، لا يحمرّ وجهه لمّا يتاجر بعقول الناشئة ولا يعطيها ما تطلب من العلم دون أجر إضافي، ولا يخاف الله لمّا يطلب من المعلم أن يهدي ابنه أو ابنته بعض النقاط لإسعافه (ها) بالارتقاء في المدرسة...

في ضوء هذا أرى أنّ الأولى أن يفكر من كفّروا الطالبي أو من طالبوا باستباحه دمه أو حتى بتعزيره أن يكفّر نفسه فهي أولى بالتكفير إن كان أمره على تلك الرداءة أو يستبيح دمه أو يعزر نفسه. وإلا فالمجال مفتوح أمامه ليُري الناس ويُثبتَ للأمة وللعالم أنه فعلا بقادر على الكفر بالطاغوت ومنه بقادر على الارتقاء بنفسه نحو أعالي الإيمان.

محمد الحمّار

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité