Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
6 juillet 2011

عامة المسلمين ينتهكون الحُرمات يوميا ولا أحد يتكلم

عامة المسلمين ينتهكون الحُرمات يوميا ولا أحد يتكلم

 

talbi2


غريب والله  أمر هذه الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس. غريب أمرها عندما الغالبية منها تنزعج لمّا تُمسّ مقدساتها، وهذا من حق كل مسلم لا محالة، والحال أنها لا تنزعج من الحالة التي هي فيها كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة وكل لحظة؛ حالة من التخاذل أمام مسؤولياتٍ أمرَ الإسلام بالاضطلاع بها. وأتساءل إن ليس تقاعس المسلم عن  واجبات أمرَه الله بالقيام بها وأيده فيها الحديث الشريف والسنة النبوية والتابعون وتابعو التابعين، إن ليس هذا ضربٌ من ضروب المساس بالمقدسات، وبالتالي إن ليس من الأجدى أن يتحلى المسلم بالفوز بكفاءة لا يتملكها بعدُ، وهي كفاءة الحكم على من يمسّ بالمقدسات، والصلاحية الأخلاقية والقانونية لمعاقبة المفترض أن يكون مدنسا للمقدسات.


وينطبق هذا الكلام على كلّ مَن راح يزمجر ويهوي بعصاه على الفاعل، إن كان الفاعل نادية الفاني صاحبة شريط "لا الله لا سيدي" أم محمد الطالبي صاحب مقولة "لا أؤمن بالسنة". إنّ الفاعلَين مورّطان من دون أدنى شك، ولو كان ذلك بدرجات مختلفة، في المساس بأصول الدين الحنيف وفي الاستهتار بمشاعر المسلمين. لنكن متفقين. لكن لئن كان ذلك محل إجماع غالبية المسلمين فلا يجوز حسب اعتقادي أن نتوقف عند "ويل للمصلين" كما يقال.


 في حالة الشريط موضوع اللبس يمكن القول ويل للمثقفين والفنانين الذين لا يراعون مشاعر الغالبية من المسلمين، وويل أيضا للمسلمين الغيورين على دينهم لأنهم لم يكونوا أحرارا إلى درجة المطالبة بحقهم في أن يكونوا قادرين على التعبير الإيجابي عن الحلال. وكانت النتيجة أن فُتح باب الحرام على مصراعيه في بناية الثقافة والمؤسسة الثقافية.


وفي قضية المفكر الديني محمد الطالبي، الذي كان عيبه ترديد ما تقوله بعض الدهماء الشيعية، ويستنكره رموزها ومرجعياتها، عن عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك إعلانه عن عدم تصديقه للسنة الشريفة ولا للصحابة الكرام، يمكن القول ويل للخطباء والدعاة وللمثقفين والمفكرين والإعلاميين والمعلمين الذين لم يكونوا في مستوى الرسالة الإسلامية ولم يسدّوا مثل هذه الخنادق التي تحتوي على قنابل موقوتة قد تنفجر من حين لآخر. وما صرح به الطالبي واحدة من تلك القنابل التي انفجرت، كما انفجرت قبلها وفي نفس الأسبوع تقريبا قنبلة الشريط المذكور.


كما يمكن القول، في نفس القضية، ويل لمئات الملايين من المسلمين الذين لم يبرهنوا على أية مهارة في التعبير عن الحلال في الإسلام، بل أسهموا، بقيادة نخبهم الفاسدة، و بجهلهم وبأنانيتهم وبموالاتهم للحكام الطغاة وللجبروت، في تقوقع المجتمع المسلم عموما في وضع تربص الغاية منه اصطياد مَن تسوّل له نفسه بأن يتفوه ببنت شفة تمسّ من قريب أو من بعيد بشعرة واحدة من مقدساتنا.


في ضوء هذا ما يمكن التخلص إليه أن ديار المسلمين مهددة من الداخل قبل تهديدها من الخارج. والمطلوب عمله، الآن وقبل أي زمن آخر، المثابرة على نيل الحريات بجميع أصنافها. فالحرية الحق لا يمكن أن تفرز إلا كلمة الحق. وأن نقول إن القرآن حق والسنة حق من أصول الحق الشمولي. بينما الذي نشهده اليوم في تونس وفي غيرها من بلاد المسلمين ممّن يتبجحون بالثورة وبالحرية، إنما هو فتنة لا يمكن أن يكون المسؤول عنها سوى تراجع المد الثوري وتراجع الحرية الموازية لهذا المد. والله أعلم.


محمد الحمّار

feni

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité