رؤيتنا للإسلام مختلفة عن رؤية النهضة

رؤيتنا للإسلام مختلفة عن رؤية النهضة

نعتبر نفسي من بين كتلة من الناس في المجتمع المدني اللي مختلفين عن النهضة. وماناش مختلفين عن النهضة آكهو، إنما على الفكر السلفي والأصولي بأنواعهما. وموش في تونس آكهو. في العالم أجمع.

نؤمنو كيما كل المسلمين أنّ الله جل وعلا موجود في كل مكان، وأنه سبحانه منّ علينا بكتاب وسنة بش نطبقوهم. لكن من بين صفات اختلافنا عن غيرنا من المسلمين أنّ القرآن والسنة عندنا، اللي يشتملو على شريعة سمحاء، لا يمكن فهم مقاصدها من طرف الغالبية من المؤمنين إلا في مجتمع ذي مستوى راقي  جدا من الثقافة. لذا فالقرآن والسنة والشريعة منارات تضويلنا السبل ("الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" صدق الله العظيم ) في الطبيعة وفي الكون وفي الإنسان نفسه لبلوغ المعرفة والعلوم. اي أنّ التعلق بالعلم من محاولة فهم الطبيعة والإنسان في حد ذاته عبادة. هو عبادة لأنه يرمي إلى اكتشاف وإتباع سنن الله في الخلق.

لهذا السبب الأصلي ما حاجتناش بشكون يملي علينا رؤييته هو كيفاش نسيرو في هاك السبل وكيفاش نخرجو من واحد وندخلو للآخر. على خاطر كل واحد عنده أهداف من العلم الدنيوي ما هيش برطه هي نفسها اللي عند غيره من الناس.

أما السبب الجديد اللي يخلينا نتموقع في موضع اختلاف مع غيرنا هو أننا زيادة عن  الضمير متاعنا اللي نعتبروه  الفيصل أثناء الاضطلاع بواجب وحق اكتشاف سنن الله (الاستخلاف)، ثمة عامل اللغة. انطلاقا من الاعتقاد أنّ اللغة هي الدليل على أن سلوك الواحد منا يحدد مدى تطبيقنا للإسلام، يصبح  دور اللغة أساسي في التعبير عن الذات المسلمة والشخصية المسلمة ("خلق الإنسان علمه البيان" ؛ "وعلم آدم الأسماء كلها"صدق الله العظيم). يعني اللي تفوتو حاجة ما فهمهاش في القرآن والسنة من مقاصد و تعاليم، موش لازم، وموش معقول، يستنى عمره كله حتى يجيه عالم دين يفسرها لو. ينجم يصادف برشة ناس أن هاك العالم متاع الدين ما يلقاووهش او ما يفسرلهمش اللي حاجتهم بش يفهموه. الأداء اللغوي خير مُعوّض للفقه إيذا كان الفقه موش مواكب للعصر. والأداء اللغوي أفضل مُكمل للفقه إيذا كان الفقه شد الثنية كما أن الأداء اللغوي ممكن يساعد الفقه بش يستعيد بريقو ومواكبتو للعصر ومساهمتو في الحداثة.

إذَن اللغة اللي نتقاسموها مع أهلنا في تونس وفي الوطن العربي ومع كل العالم ماهيش أداة تواصل فقط. إنما هي المنارة الخفية، والمقياس اللي في متناول الجميع، اللي نعَمْلو عليها بش نكتشفو ما خفي من أسرار الخلق ومن آيات الله وأيام الله (التاريخ) وبش نكونو متثقفين قادرين على فهم مقاصد الشريعة وتطبيقها برضاء عن النفس وابتغاء مرضاة الله. اختبر نفسك كيفاش تتكلم، تقدر تقيّم  إلى أي مدى إنت فاهم الإسلام وتطبق فيه.

محمد الحمّار