مقايضة عالمية على الديمقراطية العربية؟

   مقايضة عالمية على الديمقراطية العربية؟

 الأزمة البَعدية للانتخابات في تونس هي من تداعيات الأزمة الروحية العالمية. ولا يمكن اعتبارها مجرد آثار لسير عملية الانتقال الديمقراطي. فالمسألة لا تتعلق بتونس فقط وإنما ما يحدث في مصر مشابه لما يحدث في تونس. وزد على ذلك فإنّ الانتقال الاديمقراطي في هاذين االبلدين محفوف بواقع حربي وذلك في ليبيا وبواقع شبه حربي في سوريا. لكأن هنلك مقايضة على المصير الديمقراطي في الوطن العربي مقابل قبول الحرب في بعض أرجائه. والسؤال: إلى أي مدى يمكن أن يصبر العرب على تقبل مثل هذا الغش الممارس على وعيهم؟

  إن الخارطة الحربية في الوطن العربي، وفي العالم الإسلامي عموما مكتظة إلى درجة دق ناقوس الخطر: العراق يستغيث وليبيا تثأر من نفسها وسوريا تتلاشى...لا أرى ديمقراطية قبل تحديد الأهداف الاستراتيجية الكفيلة بضمان البقاء الحضاري للوطن العربي وللمسلمين، بل للشروع في قلب موازين القوى العالمية، من ثورة ربيع إلى موسم حرث وزراعة لبذور المستقبل.أية حكومة تدعي أنها تمثل الشعب مطالبة بالانكباب على وضع مثل هذه الاستراتيجية. وإلا فعن أية ديمقراطية يتحدثون؟

محمد الحمّار