لا حلول لتونس إلا بالتصدي لغزو ليبيا وسوريا

لا حلول لتونس إلا بالتصدي لغزو ليبيا وسوريا

يا من ساندتم ضربة الناتو ضد ليبيا، لقد فضلتم الخيار الأسهل والمريح لعقولكم ولبطونكم. كنتم توهمون أنفسكم أن الناتو سيقضي على دكتاتور بينما أخفيتم الحقيقة عن أنفسكم. والحقيقة هي أن الناتو سيقضي على إرادة كل واحد منكم ويغتصب أحلامكم ويشل حركتكم لفائدة بناء المشروع العربي الإسلامي للتقدم والرقي ويلجم افواهكم.

كنتم ومازلتم تجهلون أن الفرق شاسع بين أن تُفاجأون أو تفجعون بجنوح الأجنبي إلى خلع دكتاتور كان يحكم في شعب شقيق وبين أن تسعوا، بكل برودة دم وثقة متكلفة، إلى مساندة قرار الاستنجاد بالأجنبي.

  لا تظنوا أن المسألة الليبية انتهت أو أن المسألة التونسية فُضت. لا هذه المركبة ولا تلك وصلت إلى بر الأمان. بل ومصير الواحدة مرتبط بمصير الثانية. ألا ترون أن الحل للأزمة في تونس يبدو مستحيلا يوما بعد يوم؟ ألا ترون أن لن يكون هنالك حلا للمسألة التونسية إلا بوعيكم بخطورة المسألة الليبية خاصة وأن 1200 من المارينز ينتظرون إشارة الدخول والانتشار على الأراضي الليبية، على بُعد بضعة مئات من الكيلومترات عن القصبة وباردو وقصر قرطاج؟

يا مغفلين يا أنانيين. هاهي فرصتكم للتدارك فلا تضيعوها. وإن ضيعتموها ربما ستندثروا أنتم وثقافتكم.

أما عن سوريا فحدث ولا حرج. أُحذركم من مغبة فقدان الذاكرة مرة أخرى مثلما فعلتم لمّا حسبتم أن ما حصل للعراق لا يشبه ما حصل لأفغانستان وأن ما حصل لليبيا ليس مثل ما حصل للعراق. وإلا فسوف تعلمون أن الذي يحصل لتونس الآن أخطر مما حصل في تلكم البلدان مجتمعة. ذلك أن ما يحدث من فوضى في تونس هو ميكروكوزم لما حصل في كل واحد من تلك البلدان. ليس عندنا قنابل عنقودية لكننا نصنع العُقدة تلو الأخرى حتى ننتحر بمنآى عن أية يد خارجية. لسنا عُرضة لصواريخ الطوماهوك لكننا نفبرك صواريخ من الشتائم والفضائح جديرة بأفلام الخيال العلمي. لا نشاهد ساحات وغى لكننا حوّلنا معامل عدة و ورشات عدة و جامعات عدة إلى ساحة وغى افتراضية تؤشر على قرب الانفجار.

 من الممكن أن تتلافون الانفجار لكن في حالة واحدة: في حال تتوبون من الجبن و تعون أن الحلول لتونس ستمر حتما بدفاعكم عن ليبيا وبتصديكم للغزوة الوشيكة التي يجهز لها الصليبيون الجدد، ناهيك استخلاصكم العبرة من الماضي ووقوفكم كرجل   واحد امام تدويل القضية السورية وخصي هذا البلد الشامخ مثلما خصي العراق.

محمد الحمّار