سامح الله شيخ الزيتونة في حق أستاذ وطلبة الآثار
سامح الله شيخ الزيتونة في حق أستاذ وطلبة الآثار
بخصوص ما تعرض له أستاذ الآثار النوري بوخشيم من تهكم واستهتار وسوء معاملة من طرف شيخ المدرسين بجامع الزيتونة المعمور بمعية جمهرة من المتعاطفين مع الشيخ (انظر صفحات فايسبوك للاطلاع على النص الأصلي) اتصلت بعبد الستار عمامو بصفته خبيرا في التاريخ والآثار ابتغاء التقصي، فكان مسعاي مكللا بالنجاح حيث أن السيد عمامو أكد لي صحة المعلومة مضيفا أنه نزل ضيف يوم أمس على إذاعة الشباب في برنامج "هدرة تونسية" وأن البرنامج اتصل بالسيد الحاج عمر رئيس جمعية زامع الزيتونة الذي اعتذر مباشرة على الهواء ووعد بالتنقل إلى جامعة منوبة ليقدم اعتذاراته للأستاذ المتضرر وللطلبة الذين كانوا صحبته في يوم الواقعة.
وبعد استيائنا مما حصل لما له من انتهاك لحرمة رجال التعليم وللطلبة وللعلم وللبحث العلمي بدعوى الدفاع عن بيوت الله نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن ارتياحنا للمنحى الذي أخذته القضية. وإذ نشدد على لزوم حماية بيوت الله نؤكد على أنّ الحماية تفرض نفسها لمّا يكون هنالك مدنس فعلي ولمّا يكون المدنس من غير أبناء البلد، وهم مسلمون، إن لم يكونوا مسلمي عقيدة فهم مسلمو ثقافة. كما نطالب المشرفين على بيوت الله من مشايخ ومدرسين أن ينتبهوا إلى الجانب البيداغوجي الذي تطرحه مثل هذه القضايا حيث أنّ شباب تونس وشباب ديار الإسلام بصفة أعم بحاجة لمن يرغبهم في دين آبائهم وأجدادهم لا لمن يرهبهم بواسطته وينفرهم منه لا قدر الله.
فالإسلام دين الحضارة وتونس بحاجة لمن يستبطن القيم الحضارية المتجددة التي جاء بها الدين الحنيف حتى يكونا قدوة علم ومعرفة وحضارة للعالم بأسره.
محمد الحمّار