"النضال ضد الرجعية: "مِنّا حامية ومِنّا تَحرِق

النضال ضد الرجعية: "مِنّا حامية ومِنّا تَحرِق" 

ياللي تحبو التجديد والإصلاح ومواصلة الثورة، راهي المسألة ماهيش مسَيبة. يعني بسهولة تامة الفرد الثوري يتحول إلى قوة ثورة مضادة إيذا كان ما يكونش صارم مع نفسو وذلك بإتباع منهج ثوري صحيح. تراه نشوفو وقتاش الواحد يتحول للضد. يتحول للضد وقتللي يشد ما يسيّب في نقد السلطة وتعرية عوراتها، وما يفيق بروحو كان بعد أسبوع وإلا اثنين مُصاب بالإحباط. منين جا هالإحباط؟ جاء من كونو الثوري ينقد وما يبنيش، يفضح وما يزكيش 'فكرة جديدة)، يغضب وما يخلقش ما يفرحو ويرضيه. أي يتحول الواحد من ثوري إلى عميل ثورة مضادة لمّا يعيش في الوضع التعيس اللي ينقد فيه ليل ونهار في الفايسبوك وفي القهوة وغيرها من غير ما يعمل شي. هالمخالطة للوضع السيء، حتى ولو الواحد رافضها ويعبر عن رفضو ليها تولي ماعادش عندها معنى لمّا يكون ما ثماش البديل.

وعندنا البديل. المهم نستوعبوه مليح. الثوري يلزمو يتوقف عن التذمر والتعبير عن السخط. لكن في بلاصة هذا يلزمو يؤمن بواقع جديد. نعم يؤمن بواقع جديد. يقول القائل هاذي بش تولي انفصام شخصية وإلا "فُصام" (يعني شيزوفرينيا) على أساس أنّ الوضع الرديء واقع وأن الواحد ما يلزمش يهرب عن الواقع. لا ولا ولا. لن تكون هنالك وضعية مرَضية من ذلك القبيل. كيفاش؟ لأنّ الوضع الرديء هو الوضع الفُصامي والانفصامي والمريض والمعلول واللي تحبو تسميوه تسميوه. لذا وقتللي يتوفر عامل التجاوز، بعد توفر الإيمان هذاي، يطمّن الواحد ويصبح بفضل هذا الاطمئنان قادر على تصور مستقبل أفضل وبالتالي بش يدفعو هذا الاطمئنان إلى الاطمئنان للتصور الجديد فيصبح التصوّر بعينه واقع. واقع جديد وجميل وبطبيعتو مضاد للوضع السيء وللسياسة السيئة وللحكام السيئين. ثم تصور مع تصور وحلقة مع حلقة، و بفضل استعراض هذه التصورات وبفضل عرضها بين الشباب الراغب في التغيير يتكوّن البناء الثوري اللي حاجتنا بيه.
م.ح