Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
24 juillet 2012

بالمناسبة، السياحة مثل البغاء السري

londonبالمناسبة، السياحة مثل البغاء السري


بمناسبة الضجة التي أحدثها تصريح أبو يعرب المرزوقي بأنّ "السياحة بغاء سري" بودي أن أطرح قضية السياحة في تونس على أنها مثل البغاء السري مع الامتناع في المقابل عن وصفها بأنها بغاء سري، وعن محاولة تقصي ما الذي كان يقصده الأستاذ والكاتب وعضو المجلس التأسيسي.

إنّ السياحة التي أعتبرها كالبغاء السري ليست السياحة في المطلق أو تلك الصناعة و الخدمة الاقتصادية الرائجة بنجاح كبير في البلدان المتقدمة. إنما هي السياحة كما هي جارية في البلدان المتخلفة مثل تونس. ووجه الشبه بينها وبين البغاء السري أولا وبالذات هو أنها لا تتسم بالاستقرار ولا بالمداومة، لا من حيثُ ضمان توافد السياح على البلاد ولا من حيثُ توفير فرص شغل قارة لطالبي الشغل. فهذان العاملان، من بين عوامل أخرى، رهنٌ بالظروف السياسية والاقتصادية والأمنية والصحية العالمية. وهي كالبغاء السري أيضا لأنّ المستثمر في هذا القطاع مطالب برصد ودفع أموالٍ طائلة دون أن تكون له ضمانة لاسترجاع تلك الأموال، فما بالك بتأمين المرابيح. وهذا يحدو بالمستثمرين، حتى وإن توفرت لديهم الأموال اللازمة، أن يزعموا الفاقة فيُعَولوا على البنوك عوضا عن المغامرة بأموالهم الخاصة. والبنوك قد تفلس جراء هذا السِّفر الثقيل الذي رضيت بحمله. وهذا ما أتصور أنه من باب المحصول الحاصل في تونس إبان النكسات السياحية وعلى الأخص إبان 14 جانفي لمّا انقطع السياح عن التوافد على بلادنا.

هكذا فإنّ السياحة ليست فقط دعارة معنوية بل هي أيضا قُمار بأتم معنى الكلمة واحتكار للمال، سيما أنّ هذا المال كثيره عمومي وكان من الأجدر المراهنة به في قطاع يضمن الحد الأدنى من الربح. وهنا يحق التساؤل: لماذا لا يفكر السياسيون والفاعلون في القطاع في إرساء صناعات مادية حقيقية على غرار البلدان المتقدمة عوضا عن اعتزامهم تقديم شكوى بمن وصف السياحة بالبغاء السري؟ فذلك هو التأمين الحق للسياحة لمّا تكون هذه الأخيرة تكملة للاقتصاد الثقيل. لمّا تكون تكملة تتوفر فيها شروط الربح لا لشيء سوى لأنّ الأرضية الاقتصادية العامة للبلاد مؤمَّنة على الإفلاس. فقط عندئذ يكون ازدهار القطاع حيثُ يُلغى كل الضغط الذي كان مسلطا عليه لمّا كان يُعتبر صناعة تضاهي أية صناعة أخرى إن لم نقُل تفوقها قيمة وأهمية إستراتيجية مثلما كان الحال في تونس ما قبل 14 جانفي.

بالمحصلة يمكن القول إنّه على مسؤولي القطاع الفصل بين البغاء السري السياحي (وهي ظاهرة موجودة في كل أنحاء العالم والتي قد يكون قصدها النائب أبو يعرب) والسياحة التي تشبه البغاء السري وذلك في كيفية التعاطي معها وفي نتائجها غير المضمونة وبالتالي اللاأخلاقية، وهي التي نعاني من تبعات فشلها في تونس الآن. أمّا علة هذا الصنف الهجين والظرفي من الاقتصاد فهي ناتجة عن بغاء العقليات التي لم تقبل توجيه اهتمامها وتفكيرها وأموالها إلى حيثُ توجد الأسس القويمة لسياحة مستدامة. ولئن دخل المعمعة بقوة بعض المسؤولين في القطاع (إلى درجة تقديم شكوى قضائية ضد النائب أبو يعرب) فهذه ربما إزاحةً للنقاب عن بعض جوانب الثورة المضادة ومَن يمثلها من الكمبرادور وممثلي "الصناعات" التابعة للمركز الرأسمالي العالمي.

محمد الحمّار

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité