المثقف أولا ثم الإعلامي
الكثير من المثقفين والمفكرين يتذمرون من شح الصحافة المكتوبة وتقويضها للفكر الحر. صحيح أن الإعلام سلطة رابعة لكن حذار من اتخاذ هذا الأمر ذريعة للتسلط وحذارمن الاعتدادا والغرور. بل وأعتقد أنّ هاتين الصفتين تسمان الإعلام في تونس وفي الوطن العربي وخاصة منه الجرائد الورقية. فهل يعقل أن يرفض لمفكر أو مثقف عملٌ للنشر بينما هذه الفئة هي التي تعلم أفضل من غيرها ما هي حاجيات المواطنين وكيف هي حالة البلاد وما هي الحلول والبدائل الضرورية لتمكين البلاد والعباد من الخروج من حال إلى حال؟ طبعا إعاقة المفكر والمثقف أملرٌ غير مقبول وهو تجنٍّ على الفكر واستبداد بالرأي لدى من دورهم هو الإعلام وما يتعلق به من إخبار وتحليل للحدث وتفصٍّ للحقائق.فحسب. وإلا فهل كل الصحفيين مفكرون؟ وبأي قانون وبأي حق يفتكون دور غيرهم؟
إنه لمن حق الشعب التعبير عن نفسه لكي يصل صوته هو إلى الحكومة لا صوت الإعلاميين. ومَن يفهم الشعب غير المثقفين من مدرسين ومفكرين وكتاب وباحثين ومسرحيين ورسامين وغيرهم ممن لهم اتصال عاطفي وعقلي ورمزي مع الشعب؟ لذا فأملنا أن يستسيغ كل مواطن هذا الحق الإنساني في التفكير وفي التعبير وأن يعلم مَن يمثله وفيمَ يمثله. ثم من حق المواطن أن يراسل صحيفة ومن حقه أن تنشر له إن توفرت الشروط اللغوية والأخلاقية وحد أدنى من الفكر لديه أو لديها. كما من واجبه أن يدفع ثمن الصحيفة عند اقتنائها والإذعان للإعلانات التي تعترض سبيله فينفع المصنع والتاجر. فأين نفعه هو إن لم تلبِّ له الجريدة حاجياته وذلك بدعم حقه في تصور مجتمع كما يريده؟
محمد الحمّار