Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
28 décembre 2012

هل فرنسا مرجعيتنا حتى نستثني الحياة الخاصة للوزراء؟

rafik abd

هل فرنسا مرجعيتنا حتى نستثني الحياة الخاصة للوزراء؟

استمعتُ اليوم (28-12-2012) إلى حديث للسيد الهادي بن عباس كاتب الدولة للخارجية على إذاعة "شمس آف آم" ولفتَ انتباهي تعليقه على واقعة "الشيراتون قايت" التي تضع وزير الخارجية رفيق عبد السلام في صدارة الاهتمامات المحلية، وذلك لمّا أكد أن لا يصح التدخل في الحياة الخاصة لوزير الخارجية.

لتبرير استغرابي من هذا الموقف لن أذهب إلى حدّ التذكير بتعاليم الدين الحنيف حول السلوك المثالي الذي ينبغي أن يتحلى به ولاة أمورنا، ورفيق عبد السلام واحد منهم اليوم. لكني كنت أعتقد أنّ السيد بن عباس، تبعا لثقافته وتكوينه الانقلوسكسونيين سيكون أكثر من أية شخصية أخرى مُنوها بضرورة أن يبتعد كل مسؤول حكومي عن الشبهات.

فالتاريخ المعاصر لم يرحم أولياء الأمور الذين سبق أن تورطوا في ملفات فساد أخلاقي. وبلد مثل بريطانيا لم يغفر لزعيم الحزب الليبرالي (في الستينات والسبعينات من القرن الماضي)، جيرمي ثورب، لمّا اشتبه المجموعة بأنه كان شاذا جنسيا فأقاموا عليه الدنيا ولم يقعدوها إلا عندما خسر كرسيه في البرلمان على إثر الانتخابات العامة (1979).

كما أنّ تاريخ الولايات المتحدة المعاصر شاهد على أنّ أخلاقيات الحكم الرشيد وما تستبطنه من احترام للشعب لا تسمح لمن يتحرش جنسيا بغيره، ناهيك أن تثبت إدانته في الممارسة الجنسية خارج إطار الزواج، أن يواصل حكم البلاد من دون اعتذار للشعب الذي انتخبه. وكلنا يتذكر فضيحة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتن مع مونيكا لفنسكي وكيف أنه التجأ إلى إصدار شريط فيديو ليعتذر عن صنيعه للشعب الأمريكي الغاضب.

أما أن نقتفي آثار حكام وشخصيات فرنسا بأن نعتبر الحياة الخاصة لحكامنا مقدسة وبالتالي لا ينبغي التعرف عليها ولا التشهير بها لمّا تكون مشتبهة، فهو ما لا يُرضي لنا ضميرا. ومن جهة أخرى ليست فرنسا مرجعية كونية في الأخلاق خاصة لمّا يتعلق الأمر بالأخلاق القائمة على العقائد الدينية، مثل الزنى والفحشاء بأصنافها. ولعلّ مقولة "الدين مسألة شخصية" التي ورثتها نخبنا قسرا عن فرنسا، هي الضالعة في تشكل الاستثناء المقدس على كل ما هو خاص، ولو كان الخاص مضرا بالهيئة الاجتماعية وبصورة تونس بين الأمم.

إنّ الوزير أو الرئيس أو النائب عن الشعب شخصية عمومية لا يمكن أن تتمتع حياته الخاصة بنفس الخصوصية والتكتم الذي يتمتع به سائر الناس. وأدنى ما يطلبه الشعب من تلكم الشخصيات التي خوّل لها أن تحكمه وتمثله أن تكون نظيفة السلوك في الخاص والعام.

محمد الحمّار

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité