قراءة فورية في إضراب المعهد النموذجي بأريانة
قراءة فورية في إضراب المعهد النموذجي بأريانة
مرّ يومان على بدء إضراب مُدرسي وقَيمي المعهد النموذجي بأريانة على خلفية حكم المحكمة الإدارية (24-12-2012) بتعليق تنفيذ قرار مجلس التربية للمهد إلى حين النظر في قضية الرفت، علما وأنّ المجلس كان قد انعقد في 12-12-2012 وقضى برفت تلميذٍ من الأقسام النهائية طردا نهائيا من المعهد. ومن خلال قراءة فورية في الحدث يمكن استنتاج ما يلي:
أ. إنّ حركة الإضراب تعبر عن حرص هيئة التدريس وإطار الإشراف على الاضطلاع بمسؤولياتهم التربوية. ومن بين هذه المسؤوليات تقديم المكون التربوي على المكون التعليمي في زمن فقدت فيه المؤسسات التعليمية في البلاد انغراس العملية التعليمية في الأرضية التربوية، مما أثر سلبا على الأخلاق وساهم في تدجين المعرفة.
ب. باتحاد الأسلاك الثلاثة (إدارة ومدرسون وإطار الإشراف) حول موقف واحد في حركة تضامنية غير مسبوقة في المعهد النموذجي الذي عرف بنزعة تكاد تكون تقديسية للنتائج المدرسية على حساب تكوين الشخصية للإنسان التونسي وأيضا الأهداف الوطنية العليا، قد يكون المعهد خطى أولى الخطوات نحو تثوير المنظومة التربوية كاملة في الاتجاه الأصح.
ج. إنّ وجود المشروعية القضائية (قرار تعليق قرار مجلس التربية) مع المشروعية التربوية (قرار الرفت ثم موقف التشبث به) وجها لوجه لا تضر لا بهذه ولا بتلك بقدر ما تفيد أنّ المنظومة التربوية بحاجة لإعادة الاعتبار بما يخوّل للمعلم/المربي بالمعنى الواسع أن يكون، عبر المؤسسة التربوية، واسطة الخير بين الدولة والمجتمع وبالتالي خير مساهم في صياغة أسس السياسة العامة للدولة بما فيها القوانين وبالتالي في تصحيح السلوك المجتمعي من أجل سلامة البلاد والعباد من تداعيات أزمة الأخلاق الكونية. وهذا مما يدفع بتونس نحو الإسهام في تحديث النظام المعرفي والعلمي والأخلاقي العالمي.
محمد الحمّار