الطبقة السياسية في تونس فاشلة بكل المقاييس

الطبقة السياسية في تونس فاشلة بكل المقاييس

من أسباب فشل الطبقة السياسية التونسية بطمّ طميمها وعلى بكرة أبيها أنها انعكاس لمدرسة الاستقلال التي وفرت للناشئة التربية، الإنسانية والمدنية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية ...لكن هذه المدرسة لم توفر الخيط الواصل بين كل هاته الأصناف التربوية بشكل يسهل تشكل طريقة جماعية للتفكير، مجهزة بالأهداف والوسائل المتسقة مع حاجيات وتطلعات المجتمع.

فيبدو أنّ كل الفئات القطاعية والمهنية استفادت من المدرسة عدا القطاع الأهم والأخطر، قطاع السياسة، ما حكم على السياسيين وأحزابهم وسياساتهم بأن يتسموا بالعقم والبلادة والاجترار والتكرار.

من جهة أخرى، كان هذا العطب من الأسباب الرئيسية لتنامي مختلف طرق الاحتجاج الدينية. في ضوء هذا، كيف يطالب السياسيون المواطن بالانخراط في عملية انتخابية هي نتاج لثقافة سياسية منخرمة؟ وهل التونسي أبله إلى درجة أنه سينتخب من دون أن يتم تشريكه بصفة فعلية في رتق البون الذي يفصل بينه و بين حياة ديمقراطية حقيقية، علما وأنّ الإصلاح المطلوب لا ينبغي أن يبدأ بانتخابات وإنما بفضل التأسيس الفكري والعاطفي للطريقة الجماعية للتفكير التي تعوز المجتمع؟ وهل أنّ تورط المجتمع في تشريك الحجة على الانخرام (والحجة هي الحزب الديني) في عمليةالتحوّل السياسي سيسهل الإصلاح أم سيمنعه؟!!!!