المغالطة الذاتية حول القتال في الإسلام
المغالطة الذاتية حول القتال في الإسلام
دعيت لحضور ندوة بعنوان " القتال والجهاد في القرآن بين النص والتأويل". أشكر صاحب الدعوة وهو مرجعية علمية في تونس، لكن لي تحفظات حول الموضوع لا تخول لي تلبية الدعوة. أولا، أرى في اختار الموضوع تلبية لرغبات أطراف أجنبية ترى أنّ المسلمين، كل المسلمين، و لا أحد غير المسلمين، إنما هم ذوو ثقافة العنف والقتال، بينما سبق أن اعترف علماء مسيحيون أن الثقافة المسيحية أكثر عنفا، في النص وفي التأويل. ثانيا، أعتقد أنّ اختيار الموضوع يدل على تجاهلٍ يكاد يكون ممنهجا ومرَضيا للعلاقة بين ظاهرة العنف التي مصدرها المسلمون (داعش نموذجا) والعنف الذي تقترفه الدولة المسيحية بعينها، الأمريكية والفرنسية والبريطانية على الأخص، تجاه المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، وذلك منذ الحروب الصليبية إلى اليوم. ثالثا، إنّ إيماني راسخ أنّ اختيار المواضيع للمحاضرات أضحى هو بدوره مَدعاة للتمحيص والمراجعة والنقاش. وإلا فسيبقى خطر المغالطة الذاتية يتهددنا، والأنكى أن المغالطة تأتي عبر علمائنا ومن خلال مواضيع تضع في الميزان ثوابت محسوم فيها (آيات القتال في القرآن وهي آيات لا تحث على القتل العدواني وإنما على قتل من كانت نيته القتل) مع تجنب المواضيع التي تخص المتغيرات لا سيما أنها متغيرات لطالما أثبتت أنها قاتلة للمسلمين ولغير المسلمين.