Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
13 juin 2015

في إعادة تعريف الحراك الإسلامي في تونس

في إعادة تعريف الحراك الإسلامي في تونس

إنّ تعهدي بإعادة تعريف الحراك الإسلامي لا ينمّ عن مراجعة ذاتية أو شيء من هذا القبيل. فلم أكن يوما ناشطا أو مدونا إسلاميا بالمعنى والشكل المتداولين. إنه أمر فرضه عليّ تطور ظروف البلاد اليوم كي أؤكد ما سبق أن كتبت فيه منذ سنوات بل منذ عقود وأتممه.
لست إسلاميا بالمعنى السياسي المعاصر ولكنني بتّ أتحيّن الفرصة لتبليغ المبدأ الذي عملت به طوال هذه المدة وتكميل المعنى. وكم أتمنى لو تستعيد عبارة " إسلامي" نقاوتها وصفاءها اللغويين فتصبح تُحيل على الثقافي والحضاري والسياسي بمعناه النبيل لا بالتمشي الحزبي الضيق الذي حجز فيه الإسلام على امتداد عقود من الزمن.
أن تكون إسلاميا في تونس اليوم  يتطلب التعبير عن الإسلام في كل الهيئات بما فيها الأحزاب السياسية لكن ليس المقصود أن تعبر عنه ضمن حزب تكون مرجعيته الإسلام بالذات. ذلك لأن التأكيد على مثل هذه المرجعية هو تنكر للمرجعية الإسلامية أو لنقُل إنه جهل بأنها حاضرة في المجتمع وفي الأذهان وفي العقليات وفي السلوكيات وفي التشريعات. وبالتالي فالحرص المباشر على مشروعية البعد االإسلامي في العمل الاجتماعي والسياسي إنما هو ضرب من ضروب الفُصام.
أن تكون إسلاميا في تونس اليوم هو أن تتعهد بالإسهام في عودة النظام إلى العقل المجتمعي بما في ذلك العقل السياسي ومنه عودة النظام إلى الواقع. الإسلام نظام وبالتالي فهو نموذج راقٍ يحتذى به لإصلاح كل نظام فاسد.
وما دمنا في تونس نعيش حالة من الفوضى تبرز بالخصوص في الخلط بين ما اصطلح على تسميته عالميا باليمين واليسار في السياسة فالمطلوب من كل عمل إسلامي هو تصحيح هذا الوضع. اليمين في تونس فيه من يتوخى المحافظة الدينية وفيه من يطالب بالعودة إلى الدين وكأنه ذهب، راح ولم يعد، وبالرغم من أن الدين يحث على العدل والمساواة ومساندة المستضعفين إلا أنّ هذا اليمين يغالي في الرأسمالية والليبرالية والإسلامية أي أن لا علاقة له بروح الإسلام.
أما اليسار ففيه من يؤمن ويؤكد على البعد الفردي دون سواه للدين وفيه من لا يؤمن ويحسب نفسه في مجتمع لا يؤمن فيه أحد، ومع هذا فاليسار بعضه  يدافع في مجمله عن المسحوقين والمحرومين ويذود عن القضايا الوطنية والعربية والعالمية العادلة بالرغم من أن بعضه الآخر لم يحافظ على يساريته إلا في الإسم، أما في السلوك فهو أحيانا أكثر تيمنا من اليمين.
والحالة تلك، هل يتسنى لتونس الحديث عن الإصلاح من دون تصحيح هذا الوضع المحتقن و المعطِّل؟! كلا، كل المؤشرات تدل - وطوال سنوات الانتقال الديمقراطي- على أن كل حراك يرمي إلى الإصلاح يجابه جدار ا من الصد. والصد متأتّ من خلوّ العقل المجتمي وبالخصوص العقل السياسي من الحد الأدنى من الصفاء الذي ينبثق عادة من أرضية عاطفية وفكرية تتسم بشيء من الوحدة.
إن التيار الإسلامي الذي يتوجب توفره اليوم على ساحة الحراك هو من صنف التيار الحركي الإدماجي، الذي يشتغل مثل الشفاطة لامتصاص الشحوم من جسم اليمين ومن جسم اليسار في ذات احين، لكي يشتغل في ما بعد على عجن المحاسن التي يحتوي عليها الشقان فيستخرج منهما خبزا صالحا للأكل.
لكن بقدر ما هذا التيار بحاجة إلى الإسلام أثناء القيام بواجبه الإدماحي، بقدر ما هو غير مطالب بالنقل النصي أو الانغماس في المجادلة الدينية الحَرفية. إنه بحاجة إلى مداركه الإسلامية لا إلى معرفته الإسلامية. ذلك لأنّ مشكلتنا في هذه البلاد منهجية وابستمولوجية، لا معرفية بما معناه افتقار البلاد إلى المعلومة. مشكلتنا في جهلنا لكيفية التصرف في المعلومة، علمية كانت أم أدبية أم شعبية بمافيها الدينية. مشكلتنا تكمن في جهلنا بطرق حسن توظيف المعلومة من أجل تطوير الوعي بمشكلات التقدم ومنه الارتقاء معنويا وماديا، تربويا وصحيا،بشريا ومعماريا، علميا وأدبيا، تجاريا وصناعيا، شيئا فشيئا لكن بخطى ثابتة.
محمد الحمّار
 
Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité