Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
25 avril 2011

الشعب يريد نزع الحجاب وكشف النقاب

الشعب يريد نزع الحجاب وكشف النقاب


هل مجتمع الاستبداد مجتمع مقايضة؟ وهل يقبل المجتمع التونسي والعربي مقايضة الجوهر بالمظهر؟ هذا ما سأحاول الإجابة عنه انطلاقا من مشاهدتي لبرنامج "سقوط دولة الفساد" ليلة أمس.


قبل سقوط دولة الفساد في تونس كانت الملاحظة التالية دوما تسترعى اهتمامي: مقابل كل حجاب ترتديه فتاة أو سيدة مؤمنة هنالك حجاب من طراز آخر، من طراز خطير، يكسو ذات كل تونسي وينبغي أن يُزاح.


 هذا الكلام ليس مجازا وإنما حقيقة. لقد كان فعلا الارتفاع في عدد المتحجبات متناسبا بصفة عجيبة مع ارتفاع في نسبة الجهل ونكوص المعرفة وتراجع الذكاء واطراد الغباء وكذلك متناسبا مع تراكم المظالم والقهر والاستبداد.
مما لا شك فيه لست بصدد تبيين أنّ لارتداء الحجاب علاقة سببية مباشرة باطراد الجهل والاستبداد، فسيكون هذا التمشي ظلما واستبدادا مني، معاذ الله. لكن كل ما أقصده أنه حريّ بشعب تونس كافة أن يتأمل في الفكرة ليتأكد أنّ ، في وضع الفساد الذي كان فيه مجتمعنا قبل سقوط النظام الهالك، كان هذا المجتمع يميل بقوة السنن إلى مقايضة الجوهر بالمظهر، الأصل بالفرع، و الزرع بالصرع.


 وكما يقول فيلسوف الاستعلائية، الأمريكي رلف ولدو امرسن، إنّ المجتمع لا يتقدم وإنما يتبدل حيث إنه يكسب من هنا ما يخسر من هناك. لكن السؤال: هل مجتمع تونس، في حال أنه لم يتقدم، كان عليه أن يفرّط في الجوهر ليغنم المظهر، وهل أنّ خبائث النظام الأسبق، وهي أغطية للجوهر، لامسَت حدّ الانفلات حتى كبتت كل أشكال التعبير لدى المجتمع لكي يلقى ملاذه في مظهر الحجاب والنقاب واللحية وغيرها من أشكال التعلق بحق مغتصب في التعبير عن الشخصية بواسطة جوهر الهوية؟ ثم لو ثبتت صحة هذا البلاء أليست الاستعلائية، الإيمانية من بين الأصناف الأخرى التي تزخر بها ثقافة الإنسان التونسي، خير وسيلة للاستعلاء إزاء البلاء؟


وكم هي عديدة ومختلفة ومُخيفة ومقيتة الأغطية والأقنعة التي ألبسها بن علي للمؤسسات وللعباد. وكم هي لصيقة بجلدتنا كسوة المَهانة التي تواطأنا، كلٌّ حسب قابليته، معه في ارتدائها، و التي أميط عن بعضها اللثامُ في البرنامج التلفزيوني "سقوط دولة الفساد" (تمت إعادة بثه ليلة أمس 23-4-2011). وكم كنا مقهورين، أنا وزوجتي، ونحن قابعَين على أريكة العز المذلول، أمام التلفاز، نشاهد البراعة تلو البراعة للرئيس المخلوع في التلاعب بالمال وبالعتاد وبالعباد، في تزوير التاريخ والضمير والعقل لهذا الشعب الصامت والصامد.


كيف غبر هيثم بن زينب، ذلك النابغة الذي أزاح القناعَ عن تورّط بن علي مع جهاز الموساد؟ أين ذهب أعوان الموساد الذين كانوا في تونس؟ أين رحلت عائلة السيدة التي كانت شاهدة على اختطاف هيثم بن زينب من طرف مجهولين في الضاحية الجنوبية للعاصمة؟ أية لذة و أية ثورة نتلذذ إذا لا تعاودُ بسببها الابتسامةُ الوجهَ الصامت والحزين والحائر للطفل المُيتم، نجل نزار المحواشي ابن الإعلامي الرياضي إبراهيم المحواشي، ووجوه غيره من أبناء الشعب المقهورين؟


ليست غايتي سرد المظالم كلها التي وردت في البرنامج، فهي قليل من كثير دون شك، بقدر ما أرغب في مناشدة شعب تونس الكريم بأن يتوخى نهج الحق ويعرف كيف يطالب، وبغير حقد ومقت ورغبة في التشفي، بمزيد التقصي في مزيد الصفقات والمقايضات والمغالطات والمراوغات التي راح ضحيتها الشعب بأكمله وكاد يباعُ بواسطتها.


 بل قل إن الطاغية باعنا وباع تونس؛ إلا أنّ الصفقة لن تتمّ. لقد مسخ الكثير منا وبدد أحلام الكثيرين؛ إلا أنّ حلمه لن يتحقق. أما الحلم الذي سيتحقق فهو حلم الشعب الحر والمتحرر؛ الشعب المتعالي إزاء الآثار السيئة للبطش والجبروت. لكن حذار، ليس التحرر سوى في بدايته؛ والاستعلائية تقتضي التجاوز، والتجاوز لا يعني تجاوز المشكلات بقدر ما يعني تجاوز التفكير الضيق والرغبات الدفينة في الانتقام والتشفي.


إنّ الاستعلائية النافعة إنما هي تلك التي منحها لنا الإسلام قبل 15 قرنا وهي التي عاودتنا قبل أشهر بأسلوب مختلف لكن بنفس المدلول وبنفس المعنى؛ المدلول والمعنى اللذَين يقتضيان أن نقرّب المظهر من الجوهر بعد رحلة الضياع، وأن لا ترتدي فتاة أو سيدة حجابا إلا وتقايضُه بإزالة الحجاب عن واحد من أحجبة القهر والطاغوت متوخية في ذلك سبيل المنهجية العلمية، وأن لا يطلق شاب العنان للحيته إلا ويقايضُ الرمزَ بإطلاق العنان لتعبيره عن ذاته وعن المجتمع متوخيا في ذلك نهج المعرفة.


كم هي عديدة الأزلام النفسية العالقة بسجية الإنسان التونسي، والإنسان العربي الذي يعيش تجربة مماثلة للتجربة التونسية. وكم هي طويلة وشاقة الطريق المؤدية إلى التحرر وتطهير السجية المغتصبة.


محمد الحمّار

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité