كاد المعلم أن يكون رسولا، لا منفذا عجولا
كاد المعلم أن يكون رسولا، لا منفذا عجولا
فرحَ الكثير من زملائي بخبر الاتفاق حول الزيادات في الأجور المعلن عنه في يوم 28-7-2011 . لكن كان بودي لو كانت الفرحة بعد العمل. كما كان بودي لو كان العمل اثنين والفرحة اثنتين، أو ثلاثا أو إلى ما لا نهاية له. لماذا؟
أ. لأن في النظام الثوري المعلم مطالب بالمطالبة بما هو أهم من زيادة في الأجور.
ب. لأنّ التعليم في تونس فاسد ولا بد من إصلاحه. وإصلاحه لا يتم فقط بالرفع من مرتب المعلم، ولا بتغيير رزنامة العطل.
ج. لأنّ ما ينبغي رفعه ليس مرتب المعلم فحسب وإنما همّته ومكانته في المجتمع وأهمية دوره في عملية النهوض الحضاري. وهذا ما لم يعلن عنه إلى الآن. هذا ما يتوجب افتكاكه فكا من عند السلطة.
د. لأنّ ليس كل المعلمين يعلمون خطورة وظيفتهم والمزايدات السياسية والإيديولوجية الخفية التي تستهدفهم من أجل تحويلهم إلى مجرد أدوات تنفذ ما يسمى بـ"سياسة الدولة". بينما المعلم من المفروض أن يكون هو ناسج الدولة. بينما المعلم من المفروض أن يكون المنسق الأول بين الدولة ومجتمع المتعلمين، الذي هو مجتمع الغد. بينما المعلم من المفروض أن يكون المعدل والمنظم لسلوك المجتمع، ومنه المحدد لسياسة الدولة. فالفرق واضح بين أن تكون عونا منفذا لسياسة الدولة وبين أن تكون عونا مقررا لسياسة الدولة.
في الختام لا يسعني إلا أن أدعو زملائي المعلمين بجميع أصنافهم والعاملين في المستويات الثلاثة، أن يتحلوا بشيء من التريّث ومن التدبر الثوري. وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي في قراره: "قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا".
محمد الحمّار