كل تونسي نهضوي بصفة أو بأخرى
كل تونسي نهضوي بصفة أو بأخرى
كتبنا في دراسات سابقة أنّ النهضة ظاهرة وأنّ الظواهر لا تعالج بالمظاهر وإنما بالدواء اللازم. وشرحنا أنّ الحديث عن النهضة كظاهرة يعني ضلوع كل المجتمع التونسي في الأسباب المؤدية إليها. وبينّا أنّ أبرز ما أظهرته نتائج الانتخابات آحادية الفكر الديني لدى الناخبين التونسيين، حيثُ إنهم إما خلطوا مورو بالغنوشي والائتلاف المستقل بالنهضة والفكر الإسلامي التقدمي بالفكر الإسلامي الاحتجاجي الذي أضحى تقليديا، وإما تجنبوا (بسبب الامتعاض أو الاعتداد أو الترفع) التصويت لمَن أدرج البعد الهوياتي الحركي .
أمّا الدواء في هذه الحالة أن يعي كل تونسي وتونسية أنه معنِي مباشرة بهذه الآحادية في الفكر وأنها المتسببة في خلط الظاهرة بالحقيقة وفي البناء على الظاهرة لكأنها الحقيقة.
حينئذ قد يدرك المثقف خصوصا والتونسي عموما ضرورة الغوص في الفكر الإسلامي ولقاحه بالمعرفة المعاصرة وبالمنهجيات المعاصرة للتبين من تعدديته وصلاحيته لهذا الزمان كما صلح في كل زمان ومكان.
محمد الحمّار