Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
14 avril 2012

فاتورة الكهرباء والغاز في باردو.. في عصر النهضة

فاتورة الكهرباء والغاز في باردو.. في عصر النهضةsteg13

يوم 3 أفريل 2012 هو التاريخ المسجل على آخر فاتورة كهرباء وغاز  استخلصتها (المرجع: 080964000) كي يقع فيه رفع العداد. كنت يومها في البيت ولما أشارت الساعة إلى حوالي 11 صباحا ولم أسمع الجرس لاستقبال عون الشركة كي يرفع عداد الغاز الموجود في الداخل، هممت بسؤال حارس الحي تُرى مرّ عون الشركة من هناك أم لا. فقال لي نعم. حينئذ اتصلت هاتفيا بالمصلحة الخاصة  بتلقي رقم الاستهلاك هاتفيا (الرقم: 633 514 71) لأفعل ما لم يفعله العون في ذلك اليوم: الرفع والإفصاح بالرقم الجديد للاستهلاك.

ركّبت الرقم فكلمتني سيدة طلبت مني أن أنتظر حتى تحيلني على المصلحة. وانتظرت دون جدوى. ثم أعدت الكرّة وكلمتني السيدة نفسها مستغربة أن لا أحد كلمني من المصلحة التي أحالتني عليها. وشبعت انتظارا حتى سمعت صوتا هاتفا بضجر، لكأنه استفاق من طول السهر أومن تعطيل في السمر. اعتذرتُ عن "الإزعاج" الذي تسببت فيه  لدى السيدة، صاحبة الصوت، المعنية برفع العداد هاتفيا. وعبرتُ لها عما أريد إنجازه. فقالت لي بتشنج: "لماذا الآن؟ أنا لم أفهم. لماذا لا تكلمني غدا بعد أن يمر العون إلى هنا جالبا معه الأرقام المرفوعة؟". فكان جوابي أن "يا أختاه، أنا طالب الدفع لا القبض. فلِم تصرخين في أذني هكذا؟". فقالت: "أنا أعمل. أنا لا أصرخ". "إذن سأعطيكِ الرقمين، رقم استهلاك الكهرباء ورقم استهلاك الغاز. دقيقة، اصبري. هاهو الأول. طيب، ها هو الثاني. شكرا. مع السلامة".

اليوم 14 أفريل. عدت  إلى البيت من الشغل فوجدتُ فاتورة شركة الكهرباء والغاز. أول ما أفزعني هو المبلغ المالي المطلوب استخلاصه. لا لأنه خيالي مثلما يحدث أحيانا، لكن لأنه يفوق بمرة ونصف المرة (فقط..) المقدار الذي أدفعه عادة. فكان مني أن أراجع الفاتورة، طالعا بواحدٍ ونازلٍ باثنين، حتى تبينتُ من أين أُكلَ كتفي: السيدة المحترمة ذات الصوت الصارخ المدوّي من شدة تعلقه بهذا العصر، عصر النهضة بالكمبيوتر وبالهواتف المحمولة وبالأرائك المفروشة وبالمكيفات الهوائية... كانت سجلت رقم الاستهلاك القديم عوضا عن الرقم الجديد الذي كنت أمددتها به (كهرباء وغاز). وكنت فعلتُ ذلك على جناح السرعة، كما تريد كل فلسفات النهضة.

 أتخلص إلى القول إني من الآن إلى يوم الاثنين، اليوم الذي سأنتقل فيه إلى شبابيك الشركة لأطالبهم بتصحيح خطأهم، موجود في وضعية مضحكة: الرقم القديم في مكان الرقم الجديد يعني أنه بالإضافة إلى التضخم الذي لحق فاتورتي الحالية بسبب الصفة التقديرية للمبلغ، أنا مطالب، نظريا، بمسايرة الفارق بين كل حساب قديم وكل حساب جديد في كل فاتورة تأتيني من هنا فصاعدا... عاشت التكنولوجيا تسهيلا لأعمالنا وحفظ الله لنا مرافق الراحة ذخرا لنا للقيام بالواجب، لا فتنة تؤول إلى الإخلال به. والحمد لله الذي حبانا بيقظة سابقة للنهضة وعصرها. وخشيتنا أن تنطلي الفواتير المضخمة على ضعفاء الحال في مجال متابعة الحق.

محمد الحمّار

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité