أصبحنا نقاوم "دولة الخلافة1" و"دولة الخلافة2"...لكن ماذا عن "دولة الخلافة3"؟

...أصبحنا نقاوم "دولة الخلافة1" و"دولة الخلافة2"

لكن ماذا عن "دولة الخلافة3"؟

في الثمانينات من القرن الماضي كنا في تونس وفي غيرها من البلاد العربية الإسلامية نخشى التيارت الإسلامية المتنامية أنذاك وفكرتها الرامية إلى تأسيس "دولة الخلافة". مع العلم أنّ في ذلك الوقت كانت الفكرة مرفوضة بينما أصحاب الفكرة كانوا يُعتبرون ضحايا النظام الاستبدادي. وهذا مفهوم.

أما اليوم فقد تبدلت المعطيات والظروف. وفي ما يتعلق بالدولة الإسلامية تغيرت المعطيات والظروف نحو الأسوأ لا نحو الأفضل. كيف ذلك؟ الإسلام السياسي الذي وصل إلى الحكم اليوم ليس هو الإسلام السياسي الذي عرفناه في الثمانيات وما بعد و إلى حد الزمن الذي هاجر فيه رموزه للعيش في الخارج. هؤلاء عادوا في ظروف طيبة ومهيأة لهم كي يصعدوا إلى الحكم. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى عقول إسلاميي اليوم قد أصابها الاختراق أثناء إقامة أصحابها في الخارج. وكانت النتيجة أن لم تعد "دولة الخلافة" تلك الدولة التي ستشيع العدل بين الناس وتقاوم الشر الامبريالي، بل أضحت "دولة الخلافة" حليفة افتراضية للغرب وحتى لإسرائيل طالما أنّ رموزها الحاليين لا يروا مانعا في التطبيع مع الكيان الصهيوني ولا في فتح حدودنا وتعرية أراضينا، بدعوى الرغبة في الوحدة، أمام كل متساكني المغرب العربي لكي يجمعوننا "لفيفا" ويقدموننا قربانا لألهة القوى المخترقة للإسلام.

إذن نلاحظ أننا أصبحنا نقاوم ""دولة الخلافة1" و"دولة الخلافة2" فضلا عن كوننا كمسلمين نسعى إلى الاتحاد لكن إلى ذلك الصنف من الاتحاد الذي ينشأ وينمو في ظل "خلافة حرة" أي خلافة ديمقراطية... قد نسميها "دولة الخلافة3"

محمد الحمّار