السياسي الفاشل مَن يتعامل بـ"الحُقرة" مع الفكر الأخلاقي

 السياسي الفاشل مَن يتعامل بـ"الحُقرة" مع الفكر الأخلاقي

  بعد معاينة كل ما يجري في تونس من فوضى سياسية ومن تصدعات وانشقاقات وكذب وبهتان وعدم الاضطلاع بالمسؤولية، من بعض أطراف السلطة كما من بعض أطراف المعارضة، نزداد يقينا كل يوم أن لا علاقة بالمجتمع السياسي التونسي عموما بشيء اسمه الثورة، لا "ثورة" 14 جانفي ولا الثورة في المطلق. كما نؤمن بوجود وجوه ثورية غير معترف بها، وهي نائية عن الساحة إما لأنها فضلت العمل في الخفاء وإمّا لأنّ الإعلام لم يتم توجيهُه وجهتها حتى يوجهَ هو بدوره وجوهَ المواطنين وجهتها. وهؤلاء يخافهم السياسيون الموجِّهون للإعلام لأنّ قادة الرأي عادة ما يكونون من أصحاب المال والجاه المفتقرين للثقافة وللمعنى فلا يناسبهم التعريف بأولئك الذين يحملون القيم الثورية الحقيقية والرسالة الحضارية. في ظل هذه الأزمة الأخلاقية والتواصلية لا يسعني كواحد من الحريصين على استكمال الشعب ثورته، لا في تونس فحسب وإنما أيضا في كامل الوطن العربي، إلا أن أعتبر السياسيين المحتقرين للفكر وللثقافة وللمعنى ألاعيبًا في يد الأقدار ودُمًى لا تملك حتى صفة التحرك، ونعلن مواصلة نضالنا من أجل إيصال أفكارنا إلى الشعب كافة، وبكل الطرق التي تتيحها الحركة الاجتماعية غير العنيفة. 

محمد الحمّار