خطة التحرك والتغيير: الإسلام دين بسار

خطة التحرك والتغيير: الإسلام دين يسار

إذن ليس من الممكن أن يتحقق الوفاق بين مختلف التيارات الفكرية والسياسية من داخل الأحزاب. وإنما تقتضي الضرورة أن يتحقق ذلك من خارجها وبعد حلها وتفكيكها. ذلك أنّ المسائل الخلافية تتعدى الإطار الضيق للأحزاب. ومن هذه المسائل قضية تحويل النظرة إلى الإسلام من دينٍ على يمين السياسة إلى دينٍ على يسارها. وليس من المعقول أن يكون المواطن العربي المسلم اليوم في الوقت ذاته ديمقراطيا ومحافظا على النظرة الرائجة إلى الإسلام. إنّ مثل هذا الصنيع كصب الماء في البحر، أو حتى كصب الزيت على النار. وإلا فكيف يمكن مثلا أن يحسم الفرقاء السياسيون بحدٍّ أدنى من الوفاق مسألة حقوق المرأة ومكانتها في المجتمع دون أن يعترف اليمين الديني الحالي أنّ أعمالا مثل أعمال الشيخ الطاهر الحداد حول موضوع المرأة إنما هي أعمال تحررية وأنّ صفتها التحررية متأتية من الإسلام، ودون أن يعترف العلمانيون واليساريون أنّ الإسلام جاء محررا للمرأة لا مستبدا بها؟ وكيف يمكن للفرقاء أن يتفقوا على نظام الحكم لمّا نعلم أنّ اليمين الديني لم يتخلص بعدُ من فكرة أنّ الخلافة نظام يفرضه الإسلام، ولمّا نعلم في نفس الوقت أن اليسار المنسلخ عن الدين مازال يمتنع عن اعتبار هذا الأخير محركا أساسا للعقل المجتمعي ومنه واحدا من مقومات السياسة في المجتمع العربي؟
محمد الحمّار