Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
9 novembre 2013

عندما يخرج الإعلام التونسي عن النص الثوري

libre_comme_l_air

عندما يخرج الإعلام التونسي عن النص الثوري

إنّ الصحافة الورقية ومعها الإذاعة والتلفزة في بلدنا خرجت عن نص الثورة وذلك لأسباب لا تعفي هذه الوسائل من مسؤوليتها في تردي المادة الإعلامية الثورية. هذا باعتبار أنّ كل ثورة من المفترض أن تأتي بالجديد وبالبديع وبالجيّد وأن تقضي على القديم المستهلَك والرتيب والرديء لا أن تكرره، تكرارا وتكريرا، مكتفية في ذلك بتنويع الطرائق والأساليب.

عدا الجرائد الالكترونية التي تضع في خدمة القارئ ما شاء الله من المادة المتنوعة والمتكاملة قدر المستطاع، ماذا ينجز الإعلام الخارج عن النص سوى أنه يكرّس الصراع بين طرف سياسي سيئ وطرف أسوأ منه؟

ليس من الثورة في شيء أن يداوم هذا الإعلام على انتقاد بن علي أو زيد أو عمرو. كما ليست الثورة أن يتضمن هذا الإعلام "الثورة" و "الثورة المضادة" كمجرد عنوانين من دون تصريفهما في الأفكار وذلك بتقديم البديل الثوري إلى المستمع والمشاهد والقارئ. وليست الثورة أن تخصص إذاعة أو قناة أو جريدة ورقية كل فضاءاتها ومساحاتها للحديث عن النزاعات الحزبية والصراعات الإيديولوجية والخصومات الشخصية.

كما ليست الثورة أن تنصّب إذاعة أو قناة أو جريدة نفسها في مكانةٍ تضاهي مكانة المفكر والمثقف حيث إنّ الإعلام إعلام والفكر فكر. بل الثورة هي أن يتواضع الساهرون على وسيلة الإعلام فينسحبوا من المشهد الفكري لمّا يتعلق الأمر بالفكر ليتحملوا فقط مهمة الوسيط المخلص بين المفكر والمستمع أو المشاهد أو القارئ. فالتحرر والجرأة وغيرها من خصال الإعلام المتطور لا تكمن في الوصاية على فكر المفكرين ومنه في حرمان الناس من التعرف على ما التصورات والرؤى الجديدة وإنما في إيصال هذا الفكر بكل حٍرفية وفن إلى مستحقيها.

إنّ تعنت المشرفين على قطاع الإعلام في تونس يساهم بقدر وافر في تردي الوضع النفسي والمعنوي والفكري وبالتالي في احتقان الوضع السياسي على غرار تعثر الحوار الوطني وذلك بتسليطه رقابة غير مباشرة على كل فكرة جديدة لم يَعهَدها الناس وعن كل نقدٍ لا يتموقع في أحد الوادين، واد "التجمع" و واد "النهضة".

 وهذا مما يجعل من هذا الإعلام فاشلا بنفس درجة الفشل التي يُسخر كل مساحاته للكشف عنه وكأنه لا يطال إلا السياسة والسياسيين. بينما البلاد والعباد بحاجة لجيل مستحدث من الأفكار لتجاوز الفشل والخروج من الأزمة وبالتالي لإعلام ناجحٍ بفضل انفتاحه على الفكر وتساوقه مع الأفكار قبل أن يحثّ الأفراد والمجتمع على الانفتاح وتقبل ما يجدّ من أفكار.

revolution_star

محمد الحمّار

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité