Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
10 novembre 2013

إعلام العار بمقاييس غير نهضوية

presse_fusil

إعلام العار بمقاييس غير نهضوية

ليس هنالك شماعة أقوى من شماعة "إعلام العار" حيث إنّ هذه المقولة مستغلة من طرف كل الأطراف، سلطة ومعارضة، كلٌّ حسب أهدافه وكلٌّ حسب جهده. ولغرض التمييز بين السمين والغث ننطلق في محاولة (غير مطولة) لتبيين كيف أنّ إعلامنا ما زال إعلام عار في مجمله، مع تشديدنا على أننا لسنا من السلطة ولا من النهضة ولا من مشتقات هذه الأخيرة ولا من التجمع المنحلّ ولا من المعارضة السياسوية ولا نخدم أي طرف سياسي ولا إيديولوجي بعينه، وإنما نحن ممن يعلنون عن تشبثهم بخدمة فكر وإيديولوجيا المستقبل.

إن الإعلام يتصف بالعار في عيون حزب النهضة وأتباعه وأنصاره والمتعاطفين معه لمّا يبيّن انحيازه للمعارضة من دون أن يذكر أعمال هذا الحزب بخير. ونحن إذ نعتبر أنّ فكرة حزب النهضة، بصفتها متدينة أي ممزوجة بالسياسة لا مميزة بين الدين والسياسة، فكرة مغلوطة من أساسها فإننا نعتبر إعلامنا متسما بالعار في أوجُهٍ عديدة لأنه لا يقدّم بديلا عن الفكر النهضوي، ولنقل لا يسمح بالبديل، نعني البديل المتدين أيضا لكنه الذي يقدر على التمييز بين ما لله وما للحاكم وما للمجتمع، أن يقدم نفسه للمستمع وللمشاهد وللقارئ.

و الإعلام إعلام عار عند بعض فئات المعارضة لأنه لا يتناول مواقفهم كمًّا وكيفًا مثلما يتناول معارضاتٍ (ذات نفوذ) بعينها. بينما نحن نرى في الإعلام، الإذاعي والتلفزي والورقي (إلا من رحم ربي)، عدا الجرائد الالكترونية عموما، مستحوِذا شرسا على المجال الفكري تارة وحاجزا أمام انبثاق فكر مستجدّ طورا. فهو من هذا المنظور يمارس الإخبار عن الحدث (وهذا جميل وضروري) ويمارس أيضا تحليل الحدث لكنه لا يحلل من الأحداث إلا ما تعلق بما يسميه بارُوناتُه إسفافا وتغليطا بـ"الخط التحريري" بينما الخطوط التحريرية المتناسبة مع أوضاع تونس اليوم ليست إلا خط "الحرية التي لا تتجزّأ" وخط "تحرير تونس من الغلوّ والزيغ والاستبداد من أيٍّ كان مأتاه".

والإعلام حمّال للعار عند عامة الناس ربما لأنه لا ينصف حزبهم المفضل أو لأنه يميل إلى تغليب حزب على حزبهم، بينما نحن نراه كذلك لأنه باسم الاستجابة لإرادة عامة الناس  يرضخ لقواعد اللعبة السياسوية وما تعنيه من محسوبية وولاءات وغيرها من الأدواء. وبهذا الانزياح ترى الإعلام يكرس الانفعالات الشعبية ولا يعمل على تهدئتها، ويؤبّد الشروخ الإيديولوجية ولا يجسّرها.

إنّ الإعلام برأينا هو الجهاز الذي يُعلم ولا يتدخل في صياغة المعلومة، وإذا تدخل فيكون ذلك تبعا لمنهاج لا تبعا لأهواء الصحفي. كما أنّ الإعلام المناسب هو الذي يحلل الحدث لكن على لسان من يختصون التحليل لا بواسطة قلم ناقل الخبر، والذي يحث على التفكير عوضا عن أن يفكر بدل من يمتهنون الفكر.

مع هذا، لو كان ويليام شكسبير حيا لقال:"هل يمكن حقا أن يكون هنالك إعلاما حرا؟ هذا هو السؤال". وهذا مما يعني أننا أمام طرح حرياتي أكثر منه طرحا إعلاميا بالتالي لا يُلقى السؤال على الإعلاميين دون سواهم وإنما على النخب والمجموعة الوطنية كافة.

محمد الحمّار

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité