!كم نحن جهلة

!كم نحن جهلة

لم أتعلم من أحد قبل هذا اليوم أنّ عدا "فردينان دي سوسير" و"بلومفيلد" و نعوم تشومسكي" والمدراس اللغوية الحديثة الأخرى وربما عدا ابن خلدون، كان هنالك _ في التاريخ العربي الإسلامي_ تهافت رهيب على الإجابة عن سؤال "ما اللغة؟" وتوضيح الفرق بين "اللغة" و"الكلام" (اكتشاف ديسوسير)

كانت هذه المسألة منذ القرن الأول هجري موضع نقاش وخلاف شديدين أسفر عن لي ذراع قوي بين المعتزلة والأشاعرة على وجه الخصوص من حيث صلة هذه المسألة بالتوحيد والعدل وتنزية الله وغيرها.

وكانت المسألة تطرح كالآتي (قبل ظهور المصطلحات العصرية): " هل الكلام توقيف (مخلوق) أم "مواضعة" (اصطلاح)؟" "هل الكلام من دلالات الشرع؟" "هل الكلام الإلهي صفة ذاتية أم صفة فعل؟" وغيرها من الطروحات والإشكاليات.

ومن أبرز المتكلمين الضالعين في هذه المسألة قديما:الجعد ابن درهم، غيلان الدمشقي، أبو الهذيل العلاف، وخاصة الثنائي الباقلاني و القاضي عبد الجبار ثم الجبائي و أبو الحسن الأشعري،أبو هاشم، ابن جني، ابن متوية....

أين اللغويون العرب المعاصرون من كل هذا؟

محمد الحمّار