Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
6 juin 2015

وكأنّ مجتمع تونس يموت غدا..

وكأنّ مجتمع تونس يموت غدا..
تعيش تونس اليوم أزمة متعددة الأبعاد. أما أسباب ذلك فهي مختلفة وعديدة. لكن لو تأملنا في العقلية المجتمعية لتفطنّا إلى أنّ الناس في بلادنا، للأسف، لا سيما و"شهر الاستهلاك " على الأبواب، يعملون لدنياهم كأنهم يموتون غدا (اللهفة و"الرغبة" والجشع والتهور ..) ويعملون لآخرتهم كأنهم يعيشون أبدا. بينما جاء في الأثر الديني أن "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا". فمن المسؤول عن هذا التقلب؟ 
ظاهريا  يتبادر للذهن اليوم أن  نتهم الفئاتِ العمالية المضربة عن العمل والفئات المعتصمة وسائر الفئات  المحتجة على تدني المقدرة الشرائية   بأنها هي التي تعمل لدنياها وكأنّ  يد المنون ستأخذهافي الغد، بينما لو تمعنّا في المسألة للاحظنا أن ليس هؤلاء سوى ضحايا الفئات التي استثرت منذ فترة السبعينيات إلى اليوم، منتفعة بالسياسات الرأسمالية التي توختها الحكومات المتتالية. 
والاستثراء بتلك الصفة هو عبارة على نتيجة جشع الفئات المستفيدة من النظام الرأسمالي، المعدل (حقبة الهادي نويرة) ثم  المتوحش (اليوم). هكذا يكون الممارسون للاستثراء قدوة للمستضعفين، لكن ليس في مجال الأمر بالمعروف (التحكم بالنفس، ترشيد الإنفاق، التحلي بالقناعة) والنهي على منكر الاستثراء وتبعاته، وإنما في مجال السعي نحو تحقيق المنكر وذلك بمحاكاة المتنفذين في مجال الاستثراء. بهذه الطريقة، نرى كيف أن الإثم بمثابة  السلسلة، حلقاتها تتصل بعضها ببعض فتشكل عروةً فاسدة.
 هكذا نرى حلقة  عدم التحلي بالتروي والتأني ( بناء على "عقيدة قصر العمر" وهي عقيدة غير مبررة) تقوّي حلقة الرغبة بالنفع المادي السريع، تقويها أضعاف المرات، ثم تؤثر  هذه الأخيرة في حلقة التضامن الاجتماعي فتكسرها تكسيرا لتحل محلها حلقة الداروينية الاجتماعية المبنية على المبدأ الطبيعي "البقاء للأقوى". 
بالمحصلة، من الضروري أن يراجع المجتمع عقائد ثابتة لديه لكنها ليست من الثوابت في شيء. هكذا بالإمكان أن يبرز فكر اجتماعي واقتصاي مناسب للبلاد وللعباد.
Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité