Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
1 mai 2009

ما نبذله في بناء الدّيار إهدار لطاقة بناء الأفكار

ما نبذله في بناء الدّيار إهدار لطاقة بناء الأفكار

هل أن ولع العرب المفرط ببناء الديار والفيلات والشاليهات وترميمها و تنميقها ثم هدمها

وإعادة بنائها وإعادة ترميمها و إعادة تنميقها ناجم عن اطّراد الرقي الإجتماعي أم هو ردّة

فعل قاسية على انعدام ذخيرة البناء المعرفي لديهم أم هو الإثنان معا؟ لا أنوي الإجابة بل

سأترك القرارالأخير للقارىء، إلاّ أني سأكتفي ببعض الملاحظات التي ترجّح فرضية ردّة

الفعل مهما كانت صحّة الفرضية الأولى (والثالثة طبعا)...

- يقول فيلسوف الاستعلائية ر.و.إمرسون في "محاولات" (أول نشر1906) إن

المجتمعات لا تتقدم بل إنها تتغيّر،بما معناه أن مجتمعا معيّنا،إذا كثرفيه استعمال السيارات

مثلا فإن الأفراد فيه يفقدون عادة أو مهارة المشي وما إلى ذلك من القياسات. كما أن المثل

الأجنبي يقول إن ما تربحه في مدينة الألعاب تخسره في ركوب الأرجوحات. أمّا محمد عابد

الجابري فقد خصّص أربعة مجلدات بالتمام و الكمال ("نقد العقل العربي" -1984 )

ليثبت لنا أن العقل العربي "مستقيل" وأّنّ استقالته تبرز حين تراه عاجزا على تناول

المسائل الحضارية الكبرى أي غير قادر على إنتاج المعرفة التي تخوّل له ولوج

العصرالحديث بأريحية و تأصّل.وهذا بيت القصيد : ألسنا فعلا متعطشين إلى التشييد الذي

يدخلنا عالم الكبار؟ وألسنا نهدر وقتنا ومالنا وطاقتنا في الإلتفات إلى تعويضات مادية (بناء

المنازل وغيرها) ونرفض النظر في عيني الغول- غول الجهل- لكي نروّضه فنؤدّبه ثمّ نعلن

استقلالنا عنه وبدء مقاومتنا لاستقالة "العقل العرفاني"؟

يا حبّذا. ولكن لن يكون ذلك ممكنا إذا لم يتريّث جمهور القرّاء وإذا لم يتواضع ليصدّق أن

مسلّمة مثل مسلّمة الجابري أصبحت واقعا مريرا.و أنا عشت بالتجربة كنه ما قاله الجابري

حيث أني تعرّضت في ماض قريب إلى حملة (في نطاق عمومي لكنه ضيّق نسبيا) لمجرّد

أني أعلنت جهرة أنّ لي فكرة من النوع "البنائي" سمّيتها "الثقافة الوسيطة"، وهي

تصميم للبنة في بناء فكر مستقبلي من النوع الذي يؤكد الجابري و غيره من المفكّرين أنه

يعوزنا.

كما أنّي أشاهد بأمّ عيني ما يحدث للأخت ألفة يوسف وهي التي كتبت كتابا بدأت أحسّ أنه من نوع لم نعهده : الهدم الإيجابي (وهو لعمري هدم أنا و أمثالي من متطوعي المساهمة

لإثراء الفكر بحاجة إليه...)

- كلّما طلع علينا كاتب بفكرة تربك النظام المتعارف " الإستبلشمنت" (باانجليزية) إلاّ

وانهالت عليه الأقلام وانطلقت صوبه الألسن للنيل منه (قبل النيل من أفكاره) واستنقاص

عمله وانتهاك عرضه. هل لا يعلم هؤلاء أنّ كل بناء يجب أن يسبقه هدم؟ فعوضا عن النقد

الهدّام كنت أتمنّى أن يكون هنالك تأييد للهدم البنّاء. ومثال ألفة يوسف شاهد على النهم في

معاتبة الهمم، همم الكتاب والمفكرين ذوي نوايا التغيير، خاصة لمّا يكون التغيير من صلب

القرآن الكريم : تغيير ما بالنفس.
محمّد الحمّار



Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité