Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
11 juillet 2010

!رسالة إلى الفضائيات العربية: يا عبد الرزاق لا تكُن إلى مَوتِنا سبّاقْ

!رسالة إلى الفضائيات العربية: يا عبد الرزاق لا تكُن إلى مَوتِنا سبّاقْ


الله الفتاح الرزاق هو الذي يرزق عباده بالخير وباليُمن وبالبركة بعد أن وهبهم الحياة. لكن عبد الرزاق، المخلوق الذي يُحييه المولى قبل أن يميته، أبى إلاّ أن يكون وسيطا للممات؛ الممات في زمن الحياة.

كيف لا وقد تبيّن أنّ فضائية عربية تسببت في خمسين في المائة من حالات الإحباط النفسي للعرب؟ كيف لا وقد تهافتت الفضائيات العربية على إنتاج وبث برامج الواقع والحقيقة يُتاجرون بواسطتها بالموت، ويمارسون السمسرة بالخوف من الموت وتثبيته في الوجدان؟

فليس بالغريب لو سمعتَ ذات يوم أنّ أحدهم اختطفته يدُ المنون وهو في عز تفاعله مع حالة من الحالات التي يجلبها منشطو الموت والفناء إلى الأستوديو لِيُثيروا بحكاياتهم الخاصة والشخصية بكاء وتغريد فتاة تماهت مع الضحية، أو لِيُسيلو بواسطتهم دموع فتى تقمّص شخصية ضحية أخرى. وسوف يتم حينئذ تشخيص حالة الوفاة على أنها لا جلطة قلبية ولا أخرى دماغية ولا هي نوبة قلب و لا نوبة صرع، بل على أنها من الأوبئة المستحدثة، عافانا وعافاكم الله،اسمها جلطة الوجدان.

وبصفتي عربيّ، دينيَ الإسلام ولغتي العربية، كم كان بودي لو عباد الرزاق خففوا عليّ وعلى بني ملّتي من مُشاهدي وسائط الانفصام، إبان حروب الخليج و أفغانستان، والعراق 1 ولبنان، والعراق 2 وغزة، لمّا أوصلوا قرع طبول الحرب و زفير الرشاشات وزمجرة الآليات الحربية المتطورة ودويّ الطائرات النفاثة وتلاطم دماء الشهداء الأبرار إلى داخل بيوتنا حيث نأكل ونشرب ونحكي ونتواصل مع الحياة.

إنّ نقل مَشاهد الحروب على تلك الشاكلة الوحشية، التي هي أكثر وحشية من وحشية ما يحدث في الأراضي العربية ودار الإسلام، لا  هو إسهامٌ في تنمية الوعي بقضية فلسطين الحبيبة، ولا هو استنهاضٌ للهمم من أجل استرداد الكرامة العربية المُهانة والأرض المسلوبة في العراق الأبيّ الصامد، ولا هو تشريكٌ في مواساة الشعب العربي والمسلم المضطهَد في تلك البقاع من العالم الإسلامي. فليُراجِع الإعلاميون العرب خبراتهم: إنّ ذلك من باب تبذيل (من "ابتذال"؛ وكلمة "تشليك" المستعملة عندنا هي الأقوى) وتهميش قضايا الأمة، وبالتالي تبذيل وتهميش الوعي العربي الإسلامي بقضاياه وبحقوقه وواجباته. ليس إلاّ.

وما على أخصائي الإعلام وقيادة الرأي إلاّ أن يبجّلوا فلسفة الخبرة على الخبرة، لكي تصبح هذه الأخيرة في منأى عمّا هو قسريّ وظرفيّ وتلطيفيّ وترفيهيّ، ولكي يتحوّل القارئ و المستمع و المشاهد من مستهلك للكتابة و للقراءة وللصورة الصوتية والمرئية، إلى متناول نشيط للمعرفة، ويالتالي إلى مُنتج لِعُصارة الحضارة.

إذن ما من شك في أنّ من حق العرب والمسلمين أن يأكلوا ويشربوا ويتواصلوا بالقراءة وبالكتابة وبالاستماع وبالمشاهدة، في وقتٍ يعرض عليهم فيه مُحترفوا الإعلام المكتوب والمسموع وخاصة المرئي نبذات حية من إنجازاتهم اليومية، مهما صغُرت ومهما قلّ عددها. وليست تغطية الأحداث الرياضية هي التي ستلعب هذا الدور الحيوي -  إذ إنّ من المفروض أن يكون دور الرياضة فقط رياضيا- وإنما على المشرفين على القطاع أن يستنبطوا الطرق والوسائل الملائمة من أجل أن تكون الفرجة تأهيلا للأداء.

وعندما يحين وقت الأداء، سواء كان أداء سلم أو أداء حرب، سوف لن يجد المناضل العربي نفسه جاهزا سوى لشيء واحد، النصر. النصر على النفس ثمّ على الجهل وعلى معوقات حرية المسلم. والله أعلم.

محمد الحمّار





Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité