Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
29 août 2010

لمّا يستسلم العقل فانفتاحه على الإسلام هو الحل

لمّا يستسلم العقل فانفتاحه على الإسلام هو الحل


لقد أخذنا عن الغربيين عقلا في أسوأ أوضاعه فأعْمَانا هذا الاستيراد عن رؤية أفضل الحالات التي يمكن أن يكون فيها العقل الإنساني ناشطا ومعطاء. والذي حصل وما زال يحصل، من بين محاصيل أخرى تُقاس بالجملة وبالتفصيل، هو أننا أصبحنا أكثر"جنسية" وشذوذا وأكثر مادية وأكثر جشعا منهم. و الحوَل العقلي الذي أصابنا جرّاء خروج القاطرة عن السكة، بتلك الطريقة، شكّل بطاقة ميلاد ما أسميته في أكثر من دراسة "التخلف المنهجي" والمُجسّد في "الاحتباس التواصلي"؛ الأول هو استعصاء تصليح ما يجب إصلاحه وتصحيح ما يجب تصحيحه من أجل رؤية  معالم الطريق المؤدية إلى مجرد التّماس مع الحضارة؛ والثاني هو استعصاء التفاعل الصحي في داخل المجتمع من جرّاء عدم الاستطاعة السياسية الكبرى إزاء مشكلة التخلف الشامل.

وفي معرض هذا الحديث عن الإشكالية السياسية في مجتمعنا الكبير لا يسعني إلاّ  أن أشير إلى أنّ هذا الصنف من التخلف، المنهجي التواصلي، له على الأقل رأسان آخران يمثلان الواجهة الوصفية لجهاز التخلف الشامل: التخلف اللغوي والتخلف الديني. مع العلم أنّي أقصد بهذا الأخير سوء الظن لدى المسلمين بدين الإسلام كعامل أساسي في نهوض هذه الأمة. وهو سوء ظن يظهر للعيان في السلوك وفي الممارسة، ولم يقدر المسلمون على إدراكه بعدُ، ما بالك الاعتراف به بالقول، أو حتى بمجرد الإيماء بحالة من الاستعداد لتقبّل الحقيقة المُرة.

أما التساؤل الأزلي حول لماذا تقدم الغرب و لم نتقدّم نحن فينبغي، في ضوء ما سبق شرحه، إعادة صياغته ليصير: ما العمل لمّا تأكد لدينا أولا أنّ العقل بلغ الذروة في إنتاج العقلانية والصلاح وأنه لم يبلغ ذلك بمنأى عن الوازع الديني (المسيحي)، وثانيا أنّ العقل صار في نفس الوقت منتجا للفساد، ما سخّر الطالح منه لتلويث الصالح إن لم نقل لتطويعه؟

وللإجابة أقول إنّ كل ما فسد يتوجب إصلاحه. والإصلاح لن يكون ممكنا إلاّ إذا تمّت مقاومة التخلف المنهجي المكرِّس للاحتباس التواصلي ثم هزمه بالضربة القاضية. والإصلاح حسب هذا الهدف الجديد يعني البدء بإصلاح العقل؛ أعني رسكلته أو إعادة تدويره. لكن ما هي الآلية التي ستوكل لها مهمة القيام بهذا العمل، علما وأنّ الصبي الطائش يتطلب معلما ومنهاجا لإرشاده والمريض طبيبا وعلاجا والعمارة الرثة مُصمما وأدوات والآلة مهندسا ومهارات؟

لن تأتي الإجابة مجرّدة من السياق الذي تسمح به المُسلّمة التالية: سواء تراجع الخبير الاستراتيجي الأمريكي فرنسيس فوكوياما أو لم يتراجع في مقولته بنهاية التاريخ وسيطرة العقل الكلي للثقافة الغربية على الحضارة كافة ، ما زلتُ أعتبر قولته إعلانا لا رجعة فيه لنهاية العقل (الهيجلي بالأساس) والإنتاج العاقل(الذي لا يفرز معه الفضلات) لدى أمة العقل المطلق.

ومنه فلا خير للعقل من مُعلم ومن طبيب ومن مصمم ومن مهندس إلاّ الإسلام، دين العقل والعلم. فالعقل عند من يؤمنون به وحده لا رحِم له إلاّ هو. والعقل عند من يدّعون أنهم غير متدينين لا لشيء إلاّ لتلافي المضايقات التي يفرضها دينهم على العقل (وهذا تضارب مُمنهَج)، لا يُعترَفُ له برحِم. وطالما أنّ العقل مريض فلا يمكن أن يتماثل للشفاء من تلقاء نفسه. ولا يتسنى له إذن أن يكون الحَكَم والخصم في الآن ذاته. بينما العقل، عند المؤمنين بالله ربّا وبمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، له قوة تعتلي عرشه وتقدر على الاستعلاء إزاءه فتحتويه وتوجهه وتصححه لأنّ هذه القوة هي رحِمه. فعقل المسلمين له رحِم، ورحِمُه هو الدين.

محمد الحمّار

ملاحظة: من أراد الإطلاع على الدراسة كاملة يتفضل بقراءتها وهي بعنوان


""السياسة الكبرى من أجل ميلاد أمة من رحِم الأمة

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité