Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
27 août 2010

المسلمون أكثر تعقلا و عقلانية من الغربيين

المسلمون أكثر تعقلا و عقلانية من الغربيين

سأجاري طبيعة مقولة "الإسلام هو الحل" وذلك بتفضيل إعادة طرحها مثلما هي فارضة نفسها أي من زاوية العقل والدين المعرفية. وفي هذا السياق من الأجدر أن يكون الحديث لا عن "الإسلام هو الحل" بل عن أنّ "عقلنا في ديننا". وإذا ثبت ذلك، كما سأحاول بيانه، أفترض أنّ الانتظار وما تبعه من إهدار الأمة لوقتها الثمين، وهو انتظار ثبت لدى المسلمين بناءًا على رغبتهم في أن تتبلور سبلُ مقاومة التخلف وسبل النهوض، ناجم عن عدم استطاعة الأمة إدراك هذه الصفة الخاصة بها، صفة أنّ عقلها في دينها، وبالتالي عدم قدرتها على تجسيد هذه الصفة بالفعل وفي الفعل.

وبالرغم من أني شخصيا لستُ  نتاجا لأية حركة سياسية منظمة أو غير منظمة ولا لأية إيديولوجيا تاريخية أم دينية كانت، ولا للإسلام السياسي ولا لليسار العلماني ولا لليسار الإسلامي، لكي أنقادَ لتطويع المقولة والفرضية الناجمة عنها لأحد القوالب الجاهزة لمذهب سياسي جاهز، إلا أنّي فضلتُ الانقياد للاختصاص المهني ومنه للبحث العلمي بعيون معلم اللغة الذي لم يرَ بُدّا من تجريب تناول "درس الحضارة" مثلما يكون تناول درس اللغة، لكي أحاول إثبات صحة ما أفترضه من أنّ عقل الأمة في دينها.

الاعتزاز، كل الاعتزاز، بأن أكون منتميا إلى أمة عقلها في دينها، وأرجو أن يكون شرفا لنا جميعا. وسيكون الاعتزاز أقوى لمّا يكون مدعّما بالعلم والعلماء، سواء كان هؤلاء من ملة المسلمين أو من بين الجهابذة العالميين الأجلاء لهذا العصر. وسيكون النفع أعمّ لمّا نحسن تأويل اكتشافات هؤلاء وأولئك وننتفع بعلومهم وباستنتاجاتهم بعيدا عن المقارنات الهلامية والأحكام الدوغمائية والتفكير الشمولي. في هذا السياق، لا يسعني إلا أن أشرع في الطرح منوّها بما أضافه سيقمند فرويد، أب علم النفس ومخترع التحليل النفسي، إلى لفكر العالمي. فهذا العالم "المكروه" في الأوساط الإسلامية هو الذي فسر الحلم ووصف الطبيعة البشرية على أنها وثيقة الارتباط بالشبق الجنسي وبالميل الجنسي وبالتكوين الجنسي. وخلاصة نظريات هذا العالم القارئ للنفس البشرية كقراءته لكتابٍ مفتوح، القائلة بهيمنة "التفكير" الجنسي على التفكير، يسّرت لي المأمورية المعرفية وجعلتني ألاحظ: إنّ الأمم (الغربية بالخصوص) التي اختارت أن تتطور بمنأى عن الدين (دينها هي دون سواه من الأديان، لاسيما الإسلام) قد أفلحت إلى حد بعيد ومذهل، بحق، في أن تكون عقلها في عقلها، لكن ما راعنا إلا أنّ أجيالنا الحاضرة في المجتمع العربي الإسلامي لم تقدر على الاقتداء بها إلاّ من منظور فرويدي؛ كأمم عقولها في فروجها؛ فضلا عن أن تكون في جيوبها وفي بطونها.

وهنا يكمن الخطأ الذي اقترفه الغرب إزاء نفسه أولا وبالذات قبل أن ينجذب إليه ضعفاء البنية المجتمعية مثلنا: لم يقدروا على تبليغ رسالة العقل بواسطة العقل المجرد؛ ربما لهذا السبب تراهم يستأنسون بل يستنجدون بالتبشير للمسيحية في محاولة  لتزكية تجرّدهم (غير العقلاني) من الدين بواسطة الدين (وهذا موقف أقل ما يقال عنه إنه غريب)، ثم لإرضاء الضمير الديني غير المسيحي (المسلم بالأساس) وبالتالي قلب صاحبه عن دينه ليعتنق دينهم بتعلة أنّ كل من يعتنق دينهم يصير مثلهم قادرا على بلوغ ذروة العطاء بواسطة العقل المطلق.

إذن ما لم يعرفه المسلمون والنخب في مجتمعنا الكبير هو أنّ المجتمع الغربي المسيحي بمعية نخبه السياسية، مثلما بينّا، مجتمع متديّن ولا يقل ولا يزيد تدينا على مجتمعنا. ولكنّ تركيبته الوجودية هي التي أرادت أن تتسم مواقفه بالتباين إزاء إشكالية العقل والدين. وحتى "حرصهم" على ترجيح كفة "العقلانية" على حساب الإرهاب قد تمّ تجسيده بلغة دينية صرفة وبوازع إيماني عميق؛ فلمّا نعود إلى تصريحات بعض المقربين من بوش الأول والثاني ورموز السياسة الأمريكية المهيمنة قبل وأثناء الضربة على أفغانستان ثم على العراق في مناسبتين سنتأكد من أنها كانت حروب دينية خاضوا غمارها بمثابة الحروب الصليبية بدوافع إيمانية دينية، وذلك بالرغم من أنها أُعلِنت باسم الشرعية الدولية وحقوق الإنسان والديمقراطية.

فلماذا إذن عالجت نخبنا النفاق بالنفاق لمّا عملت ما في وسعها لتجريد سياسة مجتمعنا الكبير من صفة التدين رغم علمها أنّ الإسلام داعم للعقل وأنّ المسلمين، حتى لمّا يكونوا في أسوأ مستوى من التعليم والتربية والعلم، لن يعاملوا عدوّا لدودا مثلما عاملت الجيوش الغربية بلدَين اثنين قد لا تتوفر لديهما مُجتمِعَين قوة عسكرية تعادل الترسانة الحربية لولاية واحدة من الولايات الأمريكية الخمسين؟ وهل موقف نخبنا  ناجم فقط عن الريبة لتنامي التطرف الديني أم عن قصور العقل العربي الإسلامي عن تفسير الأسباب العميقة له؟ أُفضّل أن يكون الطرح الثاني هو الأصح وأرَجّحُه دون سواه.


محمد الحمّار

ملاحظة: من أراد الإطلاع على الدراسة كاملة يتفضل بقراءتها وهي بعنوان "السياسة الكبرى من أجل ميلاد أمة من رحِم الأمة"

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité