Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
Publicité
Archives
Derniers commentaires
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
الإسلام والعصر/New Epoch Islam
29 août 2010

نحن لا نتكلم العربية الفصحى لأننا لا نتملّك سياسة فصيحة

نحن لا نتكلم العربية الفصحى لأنّنا لا نتملك سياسة فصيحة

يقودني الحديث عن ضرورة وصل العلم بالإيمان وبالدين إلى وجه الشبه القائم بين ثنائي السياسة الصغرى والسياسة الكبرى وثنائي اللغة العربية الفصحى واللغة العامية. والتشابه قائم في طبيعة المرض كما هو قائم في العلاج مثلما سنرى.

أعني أنّ وجود العربي المسلم يحتوي على سِجلين اثنين من السياسة كما يحتوي على سِجلين اثنين من اللغة؛ العربية الفصحى والعامية. كما يتسم كلا الثنائيين الاثنين بصعوبة التواصل (بين السياسة الصغرى والسياسة الكبرى من جهة؛ بين الفصحى والعامية من جهة أخرى). والسياسة الكبرى، المفترضة، تعاني من نواقص (أو غياب) مشابهة للنواقص التي تعاني منها اللغة العربية الفصحى (غياب الاستعمال اليومي وفي العلوم).

ولكي نقترب أكثر من الحقيقة، أستنتج أنّ العربي المسلم يتألم للغته العربية ومن لغته العربية (ليست لي فكرة عن لغات المسلمين الأخرى) على قدر تألمه لسياسته ومن سياسته. والعربي المسلم ينظر إلى ما صغُر من السياسة (الصغرى) ومن اللغة (العامية) كأداتين وقتيتين، ليس إلاّ، تساعدانه على قضاء ما يتيسر من المآرب والشؤون والحاجات، بالقدر الذي سيُبقي عليه حيا ثقافيا ومنيعا ضد الانقراض الثقافي. إنّه لبطل بحق، هذا الإنسان العربي المسلم. يعيش عيشة مؤقتة ولكنه لم يستسلم.


بالموازاة، يمكن القول إنّ ما يصلح من علاج للسياسة هو ما يصلح من علاج للغة: وصل العلم بالإيمان وبالدين. ولا يهم بأي العِلمين الاثنين نبدأ؛ فهذا يسند ذاك، والمُهم أن نبدأ. فالسياسة علم واللغة علم العلوم. وإذا أنت بنيتَ الجسر الضروري بين كلاهما والدين (وبين كل علم والدين)، فإنك ضمنتَ مستويات عدة من التطور: تطور السياسة وبالتالي تطور اللغة السياسة؛ تطور اللغة العامية بفضل تشريكها في التفكير السياسي (و العلمي عموما)؛ تطور اللغة العربية بفضل تغذيها و انتعاشها بصفة مستدامة من اللغة العامية لمّا تكون هذه الأخيرة في طور التشريك؛ أخيرا وليس آخرا تطور الفكر الديني الإنساني بفضل احتكاك أصحابه بالواقع المستحدث بما يحتوي عليه أبعاد علمية وعقلانية ولغوية لامتناهية الأطراف.

في سياق متصل، أعتقد أنه لا يمكن لعاقل متديّن أن يبتهج لكونه متدينا من دون أن يترجم إيمانه وتدينه والتزامه في أعمال وإنجازات. وهل تتم الترجمة بغير علم؟ لا أبدا. فالعلم (اللغة؛ السياسة؛ القانون؛ الهندسة؛ الحساب؛ وما إلى ذلك) هو الآلية التي تحافظ على العقل عقلا وعلى الدين دينا. والدين دون علم لا يرفع صاحبه إلى أعلى مراتب الحضارة، مثلما هو الشأن بعقل دون علم. أمّا ربط الدين بالعلم فيُقوي الرسكلة المطلوبة للعقل فضلا عن تقويته للفكر الديني الإنساني من جهة وللعلوم الموصولة بهذا الأخير؛ وكل العلوم موصولة به نظريا، كما أشرنا. والتقوية حاصلة لا محالة لأنّ العقل هو الواسطة بين العلم والدين؛ هو المنفذ للوصل؛ هو الأداة.

محمد الحمّار   
   

ملاحظة: من أراد الإطلاع على الدراسة كاملة فليتفضل بقراءتها وهي بعنوان "السياسة الكبرى من أجل ميلاد أمة من رحِم الأمة"

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité